المعضلة الاخرى كيفية تعامل القائمين على خدمة المساجد، سواء أكانوا أئمة أو مؤذنين أو فراشين، فبعض ائمة المساجد لا يتقيد بالحضور ونتيجة لذلك لم تعد له قابلية عند أهل المسجد وعندما يعتلي المنبر يوم الجمعة نجده يتحدث عن الانضباط واحترام الوقت، ويمتد الخلاف مع المؤذن لتصبح العلاقة بينهما متوترة وأشبه ما تكون بالحرب الباردة كتلك التي كانت بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في القرن الماضي، يشعر بها أهل الحي ولكن لا يملكون دليلًا على تلك الحرب بحيث يصلحون بينهما!!..
ويبقى الحديث حول أهل الخير ومحبيه ممن يحرصون على بناء المساجد وتأثيثها، هؤلاء لا أحد ينكر أهمية ما يقومون به من حب للخير والعطاء فجزاهم الله خيرًا على ما ينفقون، ولكن ماذا لو تتم مراجعة احتياج الأحياء والمدن والضواحي قبل أن يتم بناء أي مسجد، فدراسة الجدوى قبل أي مشروع مهمة والمساجد من أهم المشاريع الاحوج لدراسات الجدوى، سوف نجد أن هناك في بعض المناطق زيادة في أعداد المساجد، وفي المقابل هناك احتياجات ماسة في كثير من الأحياء لمراكز مجتمعية تحتوي على برامج ترفيهية وتعليمية لكي تجمع أبناء الحي واهاليهم، أيضا بعض فاعلي الخير يحرص على تغيير فرش المسجد دون داعٍ للتغيير بينما دورات مياه ذلك المسجد أحق بالتغيير أو الصيانة من تغيير الفرش، وهنا نجد لدى المتبرعين معضلة في اولويات عمل الخير، وكأن الأجر حكر على بناء المساجد وتغيير فرشها فقط!