DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

88 قبلة على جبين الوطن

88 قبلة على جبين الوطن
اليوم الوطني لهذا الوطن العزيز يعيد إلى الأذهان ملحمة التوحيد التي ضبط إيقاع مراحلها الراحل الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- عندما قاد حملة استعادة ملك آبائه وأجداده، بحنكة القائد الملهم المدرك لحاجة الناس إلى الأمن والاستقرار، في زمن كثرت فيه الاضطرابات والخوف، ونشطت فيه عصابات المغامرين وقطاع الطرق، وفُقد فيه الأمن والاستقرار، وتمزقت فيه مناطق الجزيرة العربية، حتى تشتت شملها، وتنازعتها الخصومات والفتن والحروب الطاحنة، وكان لا بد لتلك الأوضاع غير الطبيعية من نهاية، فكانت البداية على يد الراحل البطل، ومعه نفر ممن وهبوا أنفسهم لإعادة ميزان العدل إلى وضعه الطبيعي، ووضعوا أرواحهم على راحاتهم ليكتبوا أسطورة الأمجاد بقيادة قائد عبقري لفت إليه أنظار العالم، وهو يسير من نصر إلى نصر، ليوحد أجزاء هذا الكيان الكبير تحت راية التوحيد، رغم قلة الإمكانيات وشح الموارد، لكن عظمة التصميم، وقوة الإرادة، مع الإيمان بالنصر والثقة بالله، سلاح لا يقف في وجهه شيء.
قيام المملكة العربية السعودية شكّل تحولاً كبيراً وعظيماً في جعرافية المكان والزمان، ليس في الجزيرة العربية فقط، بل وفي المنطقة العربية والإسلامية، ثم العالم أجمع، بعد أن حققت مكانة سياسية مرموقة، وأصبحت تشكل كيانا اقتصاديا كبيرا،، إلى جانب قوتها الإسلامية المتمثلة في احتضانها للحرمين الشريفين، ليتم بعد ذلك بعون الله وتوفيقه تنفيذ مشاريع التوسعة العملاقة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، بعد أن من الله على هذه البلاد بالخيرات المتمثلة بمواردها الطبيعية، وقبل ذلك بقياداتها الحكيمة، ورجالها الأفذاذ.. بُناة نهضتها، وقادة مسيرتها التنموية الشاملة، التي امتدت إلى كل أرجاء البلاد، فازدهرت في ظل الأمن والاستقرار، لتمهد لمزيد من الانتصارات على تحديات التنمية والتعامل معها بروح التصميم التي لا تُغلب، وعزيمة البناء التي لا تُهادن، وإرادة التطوير التي لا تحدها حدود.
وقد ترجم المواطنون فرحتهم بهذه المناسبة من خلال هذه الفعاليات الكبيرة، التي شملت كل أرجاء البلاد، وشارك فيها الوافدون، وأشادت بها أجهزة الإعلام في الدول الشقيقة والصديقة، فقيام هذا الكيان الكبير غير مجرى تاريخ المنطقة والعالم، بعد أن أصبح للمملكة كيانها المؤثر على أحداث العالم، كما كانت لها مبادراتها الإيجابية وتجربتها الثرية في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، والقضاء على أوكاره، وملاحقة ذيوله بضربات استباقية قام ويقوم بها رجال الأمن، كما يقوم جنودنا البواسل بصد كل من تسول له نفسه الإساءة لأمن هذا الوطن ومواطنيه، من المفسدين في الأرض، والمغامرين الذين باعوا أنفسهم للشيطان.
وككل الكيانات الكبيرة.. تتعرض بلادنا للمؤامرات والدسائس والفتن والأحقاد، لكن هذه المحاولات البائسة، مصيرها الفشل، لأنها تواجه جبهة داخلية قوية، تساندها قوة عسكرية ضاربة، هي امتداد طبيعي لتلك الجهود التي بدأت بها ملحمة التوحيد، مع اختلاف الظروف والإمكانيات، لكن ثوابت السياسة الداخلية والخارجية غير قابلة للابتزاز أو المساومة من أي جهة كانت، وهي السياسة التي نالت التقدير من كل العالم، لتصل المملكة إلى ما وصلت إليه من تقدم وازدهار وضع أسسها الملك الراحل، وسار على دربه أبناؤه من بعده.
هذه 88 قبلة يطبعها المواطنون- بأفراحهم الرائعة- على جبين الوطن، حباً في أرضه، وتقديراً لمنجزاته، وثقة بمستقبل أكثر رفاهية وازدهاراً.