DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المياه المعبأة مرة أخرى

المياه المعبأة مرة أخرى
زارنا في العمل أحد مندوبي مبيعات شركات المياه المعبأة لعرض منتجهم الذي يحتوي على كرتون سعة 200 مل 40 حبة بعشرة ريالات ونصف، وهو سعر مغر مقارنة بالأسعار الموجودة التي تصل إلى 19 ريالا لنفس الحجم، ولا أدري ما سبب التفاوت هل يعود لرداءة المنتج أم أن الشركات الأخرى غير صادقة في الأسعار التي تعرضها على المستهلك وتبيع بأرباح مضاعفة؟ ولو افترضنا أن المنتج رديء فهذه كارثة أو افترضنا الرأي الآخر أن مصانع المياه تمارس الاحتيال فهذه مصيبة.. ولنا حق التساؤل أين الرقابة على هؤلاء؟.لا أخفيكم سرا أنني أتساءل كغيري متخوفا من انخفاض أسعار بعض مصانع المياه المعبأة وفي نفس الوقت لا يمكن عقلا أن تستمر هذه الشركات وتبيع بهذه الأسعار ولديها سيارات نقل وعمالة وكهرباء ومياه وأجهزة ومعدات وهي خاسرة، من المؤكد أنها تربح بعد تغطية كافة مصاريفها.. وكلها تقع تحت رقابة شديدة من الجهات ذات العلاقة إذن فالشركات الأخرى التي ترفع الأسعار تمارس الغش والتدليس بامتياز!.
لو فكرنا فعليا في المادة الخام التي تعتمد عليها هذه المصانع مجرد حفر بئر ووضع غطاسات لجلب الماء من أعماق سحيقة وربما بعض الفلاتر لتنقية الماء ولا غير ذلك، ومما يقلل من التكلفة أن الإنتاج بكميات كبيرة لتقل تكلفة مئات الكراتين كماء فقط عن ريالين ولو أضفنا عليها ريالين آخرين أجور عمالة ومصاريف أخرى لا تتجاوز التكلفة خمسة ريالات كحد أقصى مما يؤكد أن السعر الطبيعي لنفس الحجم (200 مل) مع الأرباح 100% لا يتعدى عشرة ريالات.
ومما يؤكد أن تلك المصانع غير صادقة فيما تحدده من أسعار، انها تبيع نفس المنتج في شهر رمضان بأقل من نصف سعره الحالي وهي بالطبع لن تبيع بخسارة أو بسعر التكلفة إنما خفضت من سعر الربح المضاعف الذي تحصل عليه.
الطاقة الإنتاجية للمصانع السعودية تقارب 6.5 مليار لتر مكعب من مياه الشرب المعبأة سنويا، ويبلغ عدد الشركات والمصانع التي تقوم الهيئة العامة للغذاء والدواء بمهام الترخيص والرقابة وإنفاذ الأنظمة عليها، 226 مصنع مياه معبأة، وذلك بعد نقل المهام من وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة التجارة والاستثمار إلى الهيئة، وتوزعت هذه الشركات على 12 منطقة إدارية في المملكة.
حجم سوق المياه المعبأة لدينا كبير جدا ومما ساهم في الاقبال الهائل على هذا الإنتاج هو سوء سمعة الشبكة الرئيسية، المظلومة، في رأيي والتي تتفوق رقابة ومتابعة على مصانع المياه بمراحل.. وهذه دعوة مني للعودة لشبكة التمديدات من شركة المياه فهي أضمن وأوثق من عبث العمالة.