* ماذا يعني لك الشعر؟
- الشعر بالنسبة لي هوية الذات الأمضى التى ترتشف من كل ما يحيط بها لتعيده لذات المحيط بصيغة أكثر إبداعا وإمتاعا وأصالة، الشعر هو لغة المجاز القادرة على اجتياز حواجز المباشرة بتعابير أقدر على سبر اغوار مساحات أعلى وأعرض وأعمق، الشعر في بعده الإنساني هو القارب، الذي يعبر بالمضمون من ضفة الروح إلى ضفاف الحياة الزاخرة حاملا شرف الفكرة ومشاغبا ترف الجمال فوق أمواج الحياة التي تلاطم الأسئلة الحائرة.
* كيف ترى المشهد الشعري بالمملكة، وانعكاسه على الثقافة العربية؟
- المشهد الشعري بالمملكة العربية السعودية يقدم صورة واعدة من خلال استعراض التجارب الأدبية الشعرية المؤثرة التي خرجت من رحم هذه البيئة الخصبة فكريا وثقافيا وحضاريا، حيث شكلت الاندية الأدبية المنتشرة في مناطق المملكة نقاط انطلاق لأسماء شعرية كبيرة أصبح لها حضور مؤثر على الصعيد العربي عموما وليس السعودي وحسب، حصدت هذه الأسماء الكثير من الجوائز في مسابقات الشعر الجماهيرية، وأثبتت من خلال نتاجاتها ان المنتج الشعري السعودي يقف في الصفوف الأولى مقارنة بالتجارب الشعرية العربية الأخرى.
* هل لفت نظرك شاعر سعودي معين؟
- المشهد الشعري السعودي غني بعناصره المميزة وتفاصيله التي شكلت صورة جديرة بالتأمل والتمحيص والدراسة لإدراك ما يعتريه من خصوصية نابعة من العمق الحضاري الغني بعناصره المتنوعة في المملكة، لذلك لا استطيع ان احصر الأسماء الشعرية المميزة لكثرتها، وان كنت اذكر اسماء مثل غازي القصيبي -رحمة الله عليه- وجاسم الصحيح، وغيرهما الكثير من الأسماء الرائعة المؤثرة ممن لا يتسع المقام ولا المقال لذكرهم.
* من واقع زياراتك المتكررة للمملكة.. هل وجدت تغيرات على الصعيد الثقافي والشعري؟
- سعدت بزيارة المملكة العربية السعودية أكثر من مرة وشاركت بمهرجان الجنادرية وبمعرض الرياض للكتاب وقدمت عددا من الأمسيات الشعرية في مدن مختلفة مثل الدمام ومكة المكرمة والمدينة المنورة شرفهما الله، بالتأكيد لمست كثيرا من التغيرات على صعيد التطور الثقافي والشعري يصحبه ملامح انفتاح ثقافي يدفع باتجاه تحقيق رؤية القيادة السعودية في الارتقاء بالفكر والثقافة عموما والشعر على وجه الخصوص رغبة بالوصول إلى مجتمع الفكر المنفتح الذي لا يخل بالثوابث ويفتح في ذات الوقت الآفاق نحو المستقبل بسلاح الإبداع الإنساني المتطور القادر على مواكبة التطورات المتسارعة التي نشهدها في هذا العالم اليوم بوتيرة غير مسبوقة.
* كيف ترى حال المسابقات الشعرية؟ وهل ساهمت في إظهار المواهب العربية؟
- المسابقات الشعرية في العالم العربي رغم ما يعتريها من بعض مواطن الخلل تبقى مساحة ايجابية لإظهار المواهب الشعرية وإيصال تجاربها للمهتمين والمتابعين مما يسهم في دعم هذه التجارب ورفع ذائقة المتلقي.
* ما أهداف بيت الشارقة الشعري؟
- بيت الشعر في الشارقة وبيوت الشعر الأخرى في مصر والسودان وتونس والمغرب وموريتانيا والأردن كما تعلمون جاءت تحقيقا لرؤية طموحة من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الحاكم المثقف، الذي حمل على كاهله عبء نشر عناصر الثقافة العربية والإسلامية السامية الأصيلة.
جاءت هذه البيوت الشعرية لتكون ملاذا آمنا لنشر الفكر والثقافة الشعرية الحقيقية إيمانا من هذا القائد الاستثنائي أن الشعر هو ديوان العرب، الذي يحمل ملامح الهوية الحقيقية وينقل منظومة القيم المحمودة المشتركة عبر الأجيال مما يسمو بالذائقة والأخلاق والقيم.
أهداف بيوت الشعر وفوائدها أكبر من ان تحصر في هذه العجالة ولكنها حتما تمثل خطوة عملية للارتقاء الحضاري في حقبة تاريخية مفصلية تحاصرها الكثير من معاول الهدم لكل جميل وأصيل.
* لنغير بوصلة الحديث قليلا للحديث عن ملامح المشهد الشعري في دولة الامارات الشقيقة؟
- المشهد الشعري الإماراتي يقدم لنا رؤية تتسم بخصوصية الاستفادة من جاذبية المكان لاجتذاب المبدع من شتى أنحاء العالم والاستفادة من وجود هذه القامات الأدبية والشعرية على وجه الخصوص تحقيقا لنقل ملامحها وسماتها وتأثيراتها الإبداعية للتجارب المحلية، حيث لا يكاد يمر أسبوع من غير أنشطة وفعاليات نوعية حتى اصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى أهم وجهات الفعاليات والمسابقات والملتقيات والمهرجانات والجوائز الشعرية إن لم تكن الأهم من حيث الكم والكيف، هذا الحراك الأدبي الدائم وما يرافقه من إصدارات وفعاليات متنوعة يمثل اهم ملامح المشهد الشعري الإماراتي.
* ماذا عن حضور الشاعرة الإماراتية؟
- الشعر النسائي حاضر بقوة في هذا المشهد وفيما حصل من تفاعل ملحوظ مؤخرا من تكريم الشاعرة فتاة العرب في الإمارات بعد وفاتها اكبر دليل على ما تمثله المرأة في الساحة الشعرية المحلية بدولة الإمارات.
تبقى المسابقات الشعرية في العالم العربي -رغم ما يعتريها من بعض مواطن الخلل- مساحة إيجابية لإظهار المواهب الشعرية وإيصال تجاربهم للمهتمين والمتابعين