DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المملكة تُنهي النزاع الأثيوبي الأريتري

المملكة تُنهي النزاع الأثيوبي الأريتري
دأبت المملكة على نهج سياسة حكيمة وصائبة حيال تدخّلها للصلح بين الدول المتنازعة، وهو نهج لا يمكن تعداد نماذجه لكثرتها، وها هو أحدها يظهر على السطح من خلال اجتماع القمة الثلاثية بجدة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين "حفظهما الله"، حيث من المتوقع أن يؤدي الاجتماع الثلاثي إلى إنهاء صراع طويل بين أثيوبيا وأريتريا دام أكثر من عقدين من الزمان، وأدى إلى حروب طاحنة بين الدولتين، وسوف يتم التوقيع عبر وساطة المملكة على اتفاق تاريخي بينهما يُنهي النزاع ويغلّب عامل المصالحة لتعود العلاقات بين البلدين المتنازعين إلى سابق عهدها قبل نشوء خلافاتهما الطويلة، وهكذا تؤكد المملكة على صحة وسلامة توجّهها السديد بحل النزاعات والأزمات والخلافات العالقة بين الدول تحقيقًا ودعمًا لمبدأ السلم والأمن الدوليين، وأهمية استتباب الأمن والاستقرار بين سائر المجتمعات البشرية.
لقد أعاد البلدان، وفقًا لهذه الوساطة الحميدة، فتح الحدود المشتركة بينهما لأول مرة منذ عشرين عامًا بما سيؤدي بالنتيجة إلى إعادة التبادل التجاري بين البلدين، بعد هذه المصالحة التاريخية، وقد ثمّن الجانبان الأريتري والأثيوبي وساطة خادم الحرمين الشريفين لرأب الصدع بينهما، وإنهاء صراعهما الطويل، فالاتفاق السلمي سوف يؤدي إلى قيام علاقات إيجابية ستعود بالنفع الكبير على الطرفين بوجه خاص، وعلى دول القرن الأفريقي بشكل عام، وبموجب الاتفاق التاريخي فإن أشرس المعارك التي دارت بين البلدَين والتي دامت منذ عام 1998 وحتى عام 2000 قد أسدل الستار عليها بشكل نهائي وحاسم.
وبفضل الله، ثم بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين، فإن النزاع المرير بين أريتريا وأثيوبيا قد انتهى تمامًا بما يؤشر إلى أن الوساطة السعودية لنشر السلام في ربوع البلدين قد تكللت بنجاح باهر، والمملكة حريصة وفقًا للتوصل إلى هذه النتيجة الحاسمة إلى إنهاء وتسوية الخلافات بين البلدَين المتنازعين تعزيزًا للعلاقات الثنائية بينهما، فالاتفاق التاريخي يعني فيما يعنيه دفع عجلة الاستقرار والأمن والسلام بين البلدين إلى الأمام بما يُنهي التوتر القائم بينهما، ويطفئ ألسنة نيران الحروب التي كانت متأججة بين البلدين، وقد سقط على إثرها آلاف القتلى والجرحى، وأدت إلى خسائر فادحة بين الجانبين.
نجحت المملكة إذن في إنهاء هذا التوتر بين البلدين المتنازعين؛ ليضاف هذا النجاح الى سلسلة من النجاحات النوعية التي بذلتها المملكة دائمًا لرأب الصدع بين الدول، ونشر عوامل الصلح إيمانًا من قيادتها الرشيدة بأهمية استقرار الشعوب وأمنها وسلامتها، ونزع فتائل الحروب فيما بينها، وهو دور كبير يعزز أدوار المجتمع الدولي التي تصب في قنوات نشر السلم والأمن الدوليين في جميع أقطار العالم، والسعي لإنهاء وتسوية خلافاتها وأزماتها.