وتبين أن هذه الترسبات احتوت على بقايا نباتات استقرت في قاع البحر. وكانت هذه الكتلة العضوية أكبر عمرا من الصخور المحيطة بآلاف السنين، ما يدل على أنها تحررت نتيجة ذوبان الجليد الأزلي. فمثلا قبل 11.5 و14.6 ألف سنة، عندما حصل ذوبان كثيف للجليد، ارتفع مستوى سطح البحر بمقدار 20 مترا خلال بضعة مئات من السنين. وهذا بدوره أدى إلى تآكل الجليد الأزلي الساحلي لبحر آخوتسك وفي الجزء الشمالي للمحيط الهادئ.
كما أن ذوبان الجليد الأزلي أدى إلى تعزيز ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب تحرر كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يتكون في الطبقة العليا للقشرة الأرضية نتيجة تحلل كميات كبيرة من المواد العضوية (أهمها بقايا النباتات) المتبقية في التربة المتجمدة بفعل البكتيريا.
وأكدت نتائج النمذجة الكمبيوترية أن التآكل ساعد في زيادة مستوى غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بمقدار 50% قبل 11-14 ألف سنة، وبمقدار 25% قبل 16 ألف سنة.