DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نوبة التلباثيا الحزبية.. فنون التوظيف..!

نوبة التلباثيا الحزبية.. فنون التوظيف..!
المرجفون لم يعودوا أفراداً مصابين بسعار الكره للآخرين، ويطرحون تهويمات وأفكاراً، بعضها منحرف وبعضها خرافي وبعضها مجرد هراء منامات، بل باتوا يشكلون أحزاباً ومنظمات وجيوشاً يؤجرون خدماتها لمن يدفع، ويتبرعون بتوزيع السوء. وتحول المرجفون إلى آلات صماء تردد نصوص تغريدات سمية وبمعلومات محددة، وباسلوب دنيء. ويبدو أن نص تغريدة يوزعه المتنفذ الحزبي على الجميع، وبعضهم نظراً لأنهم آلات «مستأجرات نوائح»، يكتبون التغريدة كما هي، مثلما جاءت من «المعلم»، وبعضهم يغير من أسلوبها فقط ثم يطلقها، وكلهم بؤساء مشاؤون بنميم.
ونحن السعوديين، مواطنين وإعلاميين وناشطين في وسائل التواصل، توقعنا مسبقاً أن محاكمة سلمان العودة، سيحولها المرجفون والذين في قلوبهم مرض إلى حفل صاخب ومناحات وترويجات لاختلاقات وقصص وفرى.
وعلى الرغم من أن سلمان العودة هو الآن أمام العدالة، ولا أود التعليق على موقفه، إلا أن طبول المرجفين جعلت المسألة في قلب الحدث والتناول.
ابن العودة، عبدالله، كتب تغريدة أن والده يحاكم بتهمة «الدفاع عن الرسول» صلى الله عليه وسلم، وطبعاً لم يصدق، إنما أراد أن يضلل، أن والده ليس سياسياً ولا حزبياً، وإنما مسلم صالح، كما يعطي إشارة للأحزاب للترويج، ومحاولة التغطية على أن والده يحاكم بـ37 تهمة، ومنها تأسيس منظمة علنية تفاخر بها العودة في الفضائيات، وهي «ملتقى النهضة الشبابي» وترمي، عملياً، إلى ضرب استقرار البلدان العربية بما فيها المملكة، والتمكين لحزب الإخوان. وهذه المنظمة رعت تدريب شباب عرب، بمن فيهم سعوديون، على كيفية التحزب وإثارة الفوضى والفتن، وأحد ملتقيات هذه المنظمة أسدت لعزمي بشارة منظر الفوضى والتمكين الإخواني، صفقة العمر و«الحلم بالجلوس مع 100 شاب من السعودية»، كما قال، لشحن مخيخاتهم بفضائل الفوضى «القادمة من حيث لا نتوقع» برعاية حزب الإخوان.
إحدى المحطات الأوروبية العربية، هرعت فوراً لدعوة عبدالله العودة، للحديث عن الموضوع، وهي تعلم مقدماً ماذا سوف يقول، إنما تريد بالذات الترويج لما يقول. ولو لم يكن الحدث في السعودية لما اهتمت المحطة لا بالعودة ولا بابنه، لأن القائمين على المحطة، من الواضح، أصلاً أنهم يرون سلمان العودة شيخاً وهابياً متخلفاً ورجعياً وخطراً، لكنهم اهتموا به وجعلوه سجين رأي وحرية فقط لأنه موقوف في المملكة. ولو أنه موقوف في بريطانيا أو كندا أو أمريكا، لما نبس أحدهم ببنت شفة، وسبق أن سجن أبو قتادة، وغيره، في بريطانيا بتهم مماثلة لتهم العودة، لم يهتم به أحد ولم تجعل منه منظمات حقوق الإنسان لا سجين رأي ولا بطلاً. ومئات اعتقلوا لسنين طوال في معتقل غوانتناموا الأمريكي بلا محاكمة ولم يحولوهم إلى أيقونات حرية. وهذا يدل على أنه يوجد تنسيق منظم لشبكات تعمل ضد المملكة، وبأسلوب مكشوف. ويضاف إلى «الآلة» المأجورة الأعداء الأيديولوجيون الذين يعانون من فوبيا الإسلام والعروبة، والأعداء الجهويون التاريخيون الذين تستبد بهم الأنا المغرورة المتخلفة، والأعداء العاطفيون الذين يستدعون مشاكل نفسية منذ الطفولة. وتنصب لوثات كل هؤلاء ضد المملكة بأسلوب ساذج ومقزز وأحياناً ضحل ودنيء.
ووصل الأمر بوباء «التلباثيا» إلى أن تحول آلة الإرجاف بعض تروسها إلى «مزيج» متحرك من الغباء والسذاجة، فقبل يومين، غرد أحدهم، وهو من كبار نجوم قناة الجزيرة، ويرى نفسه جهبذ الصحافة وأبوها، يقول إنه مسافر إلى «محكمة العدل الدولية» لتقديم شكوى ضد قادة المملكة والإمارات، ولم يكن يمزح ولا يستبهل. ولم أصدق أنه بهذا الغباء والضحالة، لأن محكمة العدل الدولية تنظر في قضايا بين دول وليست معنية بقضايا الأفراد، وهذه يعرفها طلاب المدارس الثانوية.
[email protected]