DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الإخوان والتقية السياسية وتجنيد الأبرياء

الإخوان والتقية السياسية وتجنيد الأبرياء
لأنه من أخطر التنظيمات التي ترتدي عباءة الدين في سبيل الوصول إلى السلطة، ولأنه التنظيم الذي استطاع أن يُخفي عناوينه السياسية تحت عمامة الوعظ، وخطب الجمعة، فقد كان خطره في تجنيد الأبرياء وتحويلهم إلى أدوات لبناء مشروع أكبر وأعظم من كل التنظيمات، بعد أن عطّل بناء مستقبل الأمة باختطاف شبابها، وجعلهم رهائن لأوهام استرداد الخلافة.
وقد تحدثت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن وثيقة يعود تاريخها إلى العام 1986م، تكشف نجاح هذا التنظيم الخبيث في بناء شبكة كبيرة عابرة للحدود من خلال تجنيد الطلاب والمعلمين، وبعض رجال الأعمال لاستغلال ما يقع بين أيديهم من المصارف الإسلامية.
أيضًا يفضح كتاب «هاشم قنديل» الذي يحمل عنوان (داخل الإخوان) أدبيات هذا التنظيم، والتي تسعى لتدمير الأمة، وبناء أمة «يوتوبية» على أنقاضها، لا يمكن أن توجد إلا في أحلام كهول وشيوخ التنظيم، كما تناول غايات التنظيم وأساليبه، وشرح تحت عنوان «تربية الإخوان» كيف تتم عمليات التجنيد الغريبة، وفترات التأديب الطويلة التي تشبه تنظيم العقيدة العسكرية في أعتى الجيوش لضمان ولاء الفرد للجماعة قبل قبول العضوية الرسمية، وهو ما تناوله بالتفصيل «ثروت الخرباوي» في كتابه (سر المعبد)، والذي فضح فيه تاريخ الجماعة منذ حسن البنا وسيد قطب، وصولًا إلى القرضاوي، حينما أورد الكثير من الوثائق التي تدين هذه الجماعة، التي اتخذت من الدين شعارًا لعملياتها القذرة، وسرجًا تركبه للوصول إلى السلطة، وقد تناول هو الآخر أسرار استهدافهم الشباب والأطفال لبناء قاعدة جماهيرية لجعل صورة المستقبل في أذهانهم ليس في رسم مستقبلهم، وإنما كيف يُسهمون في تمكين الجماعة؛ مما يؤكد أنها ليست دعوة إسلامية على الإطلاق، وإنما هي هيئة سياسية هدفها الأول والأخير هو الوصول إلى السلطة.
ويعرف الكثيرون الدور الذي لعبه مهدي عاكف في أوروبا لالتقاط أبناء الجالية الإسلامية هناك من فراغهم الروحي، وتوظيفهم لصالح الجماعة. ولعل إحياء فكرة استرداد الخلافة هو ما هيّأ لهذا الخليط بعض الانسجام، وهو الذي ينتمي إلى أقطار مختلفة، حيث يبدو أن هذه الفكرة جاءت لإفراغ الصواعق الخلافية من داخل التنظيم، حيث تتساوى فرص القيادة بين الجميع الذي استخدم التقية السياسية، والتصالح مع بعض الأنظمة إلى أن تتوافر له فرص الانقضاض؛ مما يجعلنا فعلًا في مواجهة أشد التنظيمات خطرًا على الأمة وأبنائها.