أيضًا يفضح كتاب «هاشم قنديل» الذي يحمل عنوان (داخل الإخوان) أدبيات هذا التنظيم، والتي تسعى لتدمير الأمة، وبناء أمة «يوتوبية» على أنقاضها، لا يمكن أن توجد إلا في أحلام كهول وشيوخ التنظيم، كما تناول غايات التنظيم وأساليبه، وشرح تحت عنوان «تربية الإخوان» كيف تتم عمليات التجنيد الغريبة، وفترات التأديب الطويلة التي تشبه تنظيم العقيدة العسكرية في أعتى الجيوش لضمان ولاء الفرد للجماعة قبل قبول العضوية الرسمية، وهو ما تناوله بالتفصيل «ثروت الخرباوي» في كتابه (سر المعبد)، والذي فضح فيه تاريخ الجماعة منذ حسن البنا وسيد قطب، وصولًا إلى القرضاوي، حينما أورد الكثير من الوثائق التي تدين هذه الجماعة، التي اتخذت من الدين شعارًا لعملياتها القذرة، وسرجًا تركبه للوصول إلى السلطة، وقد تناول هو الآخر أسرار استهدافهم الشباب والأطفال لبناء قاعدة جماهيرية لجعل صورة المستقبل في أذهانهم ليس في رسم مستقبلهم، وإنما كيف يُسهمون في تمكين الجماعة؛ مما يؤكد أنها ليست دعوة إسلامية على الإطلاق، وإنما هي هيئة سياسية هدفها الأول والأخير هو الوصول إلى السلطة.
ويعرف الكثيرون الدور الذي لعبه مهدي عاكف في أوروبا لالتقاط أبناء الجالية الإسلامية هناك من فراغهم الروحي، وتوظيفهم لصالح الجماعة. ولعل إحياء فكرة استرداد الخلافة هو ما هيّأ لهذا الخليط بعض الانسجام، وهو الذي ينتمي إلى أقطار مختلفة، حيث يبدو أن هذه الفكرة جاءت لإفراغ الصواعق الخلافية من داخل التنظيم، حيث تتساوى فرص القيادة بين الجميع الذي استخدم التقية السياسية، والتصالح مع بعض الأنظمة إلى أن تتوافر له فرص الانقضاض؛ مما يجعلنا فعلًا في مواجهة أشد التنظيمات خطرًا على الأمة وأبنائها.