الغريب أن الناس، خاصة طالبي المعونة، في هذا المسار، يعتقدون أن أي رجل يكتب مقالًا أسبوعًا في صحيفة يومية، أو يظهر للتعليق على خبر سياسي أو يُحلل شأنًا في العلاقات الدولية، يعتقدون أن لديه قدرات خارقة للوصول للوزير المعني، أو المسؤول المباشر الذي لديه حاجتهم، حتى أن بعض الطلبات وضعت اسم الشخص المقصود، أو المعني الذي لديه الحل بالرفض، أو القبول، أو رقم هاتفه!
الأغرب في هذه الزاوية أن هناك مَن اتصل للإبلاغ عن اكتشافه حالات فساد وتقصير بغية مساعدتي في إيصال الموضوع للجهات المختصة لكي تسارع للقضاء على فساد هنا أو تقصير هناك.
باختصار هناك، وبحسن نية كما أظن، مَن يعتقد أن البعض وأنا منهم خارقون للعادة، أو كما نقول بالتعبير الشعبي: «يعتقدون أن تحت القبة شيخًا».
ثانيًا: دول الجوار.. معظم الطلبات والرسائل الخاصة تأتي منهم لطلب المساعدات، الغريب أن هناك أسماء من دول خليجية شقيقة ذات وفرة اقتصادية تطلب وبشكل صريح مساعدات مادية وبشكل عاجل، كون طالب المساعدة، والذي غالبًا هو سيدة، يقضي إجازة سريعة في دولة غربية، وتعِد بسداد الدين حال العودة إلى بلادها.
الأشقاء من الدول التي فيها توترات سياسية وأمنية يطلبون مساعدة بحكم الأوضاع التي لا تخفى على أحد، وغالبًا ما يكون الطالب سيدة زوجها مات في الحرب، ولديها مجموعة أطفال بنات وأولاد، من دول أخرى.. الأشقاء من بعض البلدان.. غالبًا يكنَّ سيدات عازبات ومطلقات، يرغبن في تعارف شريف، والبداية تكون بإرسال بعض المبالغ المادية لزوم الشيء أعلاه.
ثالثًا: الإخوة في بعض البلدان الإسلامية في أفريقيا وآسيا، وهذه الفئة متخصصة بالتذكير بأعمال الخير، في بلدان ينتشر فيها الفقر والجوع، والمرض.
وتتركز الرسائل التي تصل إلى الصندوق المُعدّ للرسائل المباشرة، في أمرين: الأول بناء مسجد ومقبرة ومدرسة، وحفر بئر لأناس يعيشون في قرى مقطوعة، وتكثر مثل هذه الرسائل قبل وأثناء شهر رمضان المبارك.
وهناك أمر يكثر في شهر رمضان من كل عام، وهو بناء المساجد، حتى أن شخصًا سألني عن صور بعثتُ له بغرض طلب المساعدة، في قُطر عربي شقيق، كيف يمكن التحقق من صحتها، وكيف يمكن التأكد مما إذا كان هناك مسجد بالاسم الفلاني في القرية الفلانية؟
فأخبرته بطريقتي الاعتذار لأصحاب هذه المتاهات، وعدم الرد على مثل هذه الأمور.
إن مَن يمنع تواصل الآخرين معه يحرم نفسه فرصة السماع إلى رأي الناس أيًّا كان ذلك الرأي