احتلال دولتين
وقال المؤسس الأسبق للجيش الحر، رياض الأسعد لـ«اليوم»: إن سوريا واقعة اليوم تحت احتلال دولتين هما روسيا وإيران، وبوتين لن يستطيع تعويض خسائر بلاده لتدخلها في سوريا، أما بخصوص توقعه عن عودة اللاجئين فقال الأسعد: لا يريد أحد منهم أن يعود في ظل نظام الأسد أو الاحتلالين الإيراني والروسي، إلا إذا رحلوا قسرا من الدول التي تستضيفهم، وفي اعتقادي أن هذا لن يحدث إلا من لبنان فقط.
يشار إلى أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قال في موسكو أمس: إن بلاده لا ترى سببا لبقاء اللاجئين السوريين على أراضيها، وزعم بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أن هناك مناطق في سوريا تتمتع بالاستقرار والسلام.
من جهته، قال لافروف: إن روسيا ستعمل مع لبنان على تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
إجرام الأسد
وشدد الأسعد على أن اللاجئين يعلمون طبيعة إجرام عصابات الأسد وحلفائه، حيث سينتظرهم هناك الموت البطيء إن عادوا، لذلك هم يرفضون العودة، وأضاف: بالتزامن مع تصريح بوتين بضرورة عودة اللاجئين، كانت قواته تواصل قصف المدن والبلدات السورية، بدواعي محاربتهم تنظيمات إرهابية، وتساءل الأسعد: أليست ميليشيا ايران إرهابية؟، وتابع: روسيا تجرب أسلحتها الفتاكة والقاتلة على الشعب السوري باعتراف الرئيس بوتين الذي تباهى بأنه جرب الأسلحة على الشعب السوري حتى يستطيع تسويقها، وواصل: عن أي إرهاب يتحدثون؟!!
وتسعى روسيا بقوة لتسويق مبادرتها بشأن عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، فيما يتواجد 5 ملايين لاجئ حاليا في الدول المجاورة لسوريا، وفق مفوض شؤون اللاجئين، فيليبو جراندي.
المتهم الأول
في سياق ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري، ميشيل كيلو لـ«اليوم»: إن روسيا هي المتهم الأول واللاعب الرئيس في خروج السوريين من بلادهم وتشريدهم داخل بلادهم، وهي آخر من يتحدث عن اللاجئين باعتبارهم مشكلة دولية.
وأضاف: بوتين لا يكترث بالسوريين بل يريد أن يحصل على أموال من الأوروبيين تعويضاً عن جرائمه في قتل الشعب السوري، ويسعدني أن الولايات المتحدة وأوروبا أعلنتا أنهما لن تقدما المال لموسكو إلا إذا كان لإعمار سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة وتطبيق القرارات الدولية التي لعبت روسيا دورا كبيرا في منع تطبيقها. وتابع: روسيا تريد أيضا أن يطبع المجتمع الدولي مع النظام الأسدي المجرم، بحجة انتهاء الإرهاب هناك، وأن المنطقة أصبحت آمنة لعودة السوريين.
وأكد كيلو أن القسم الأكبر من السوريين لن يعود لأن هناك رؤية أوروبية واضحة، خاصة من البلدان التي يتواجد بها عدد كبير من اللاجئين، لذلك ستربط عودتهم بشرط إشراف دولي وليس روسيا، إضافة لتوافر ظروف آمنة، وأهمها الوصول إلى «حل سياسي» يرضي الشعب السوري.