تعمّدت زيارة مسلخ الخُبر للوقوف على وضعه قبل عيد الأضحى المبارك، وكنتُ قد وضعتُ تصورًا سيئًا عنه، ليس لأن حال المسالخ في هذه الفترة لا يسرّ عدوًا ولا صديقًا.. لكنني وما إن اقتربت من حرم المسلخ إلا وفوجئت بصورة مختلفة عما كان يدور في ذهني.. فقبل أشهر كنتُ قد مررتُ به وشاهدتُ ما لا يتمنى محبّ لمدينته أن يراه.. فخلف إحدى محطات الوقود كان هناك شبه مسلخ يديره شخص من الجنسية العربية، ومعه عمالة متعددة الجنسيات، وكان الوضع مزريًا وغير مقبول. فقد كان الوضع أبعد ما يكون عن إمكانية تطبيق الاشتراطات الصحية، ناهيك عن انتشار الحشرات والقوارض في مناظر مقززة.
وقد تعمّدت يوم أمس أن أتوقف خلف تلك المحطة للتأكد إن كانت تلك العمالة ما زالت تمارس نفس المصائب التي كانت تمارسها من قبل.. لكنني فوجئت بما لم أتوقع، فقد قامت بلدية الخبر بمسح تلك المنطقة عن بكرة أبيها، ولم تترك أثرًا لها ولا لتلك العمالة المخالفة.
البلدية طلبت من المواطنين التوجّه للمسلخ الرئيسي، وهناك كانت مفاجأة أخرى جميلة، فقد كان العمل منظمًا والمكان نظيفًا والطبيب البيطري حاضرًا.. كما أن البلدية أقامت خيمة كبيرة جدًا وزوّدتها بأجهزة التكييف والكراسي المريحة، أعتقد أنها تستوعب أكثر من مائة شخص في وقت واحد، حيث ينتظرون بعيدًا عن بيئة المسلخ التي لا تناسبهم؛ كونها محيط ذبح وتنظيف.
ومع أن مسلخ الخُبر يحتاج فعلًا لإعادة تصميم وإنشاء باعتباره قديمًا جدًا ولا يستوعب أي زيادة أو تنظيم أو تطوير، إلا أن الخطوات التي قامت بها بلدية الخُبر بإشراف رئيسها م. سلطان الزايدي، هي بلا شك خطوات جاءت في وقتها قبل يوم النحر العظيم، مع التأكيد على أنها لا تُغني عن ضرورة إعادة تصميم وإنشاء مسلخ جديد يمكن فيه تطبيق كل الاشتراطات الصحية التي تناسب طموح المواطنين وطموح الأمانة..
ولكم تحياتي.
