DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ثقافة الجهل !!

ثقافة الجهل !!
غريب أليس كذلك؟ إلاّ أنه بالفعل للجهل ثقافة، كنت قد قرأت موضوعاً تحت هذا العنوان وعجبت مما يحمل من تناقضات واضحة، ولكني كمراقبة ومتابعة لواقع بعض الأمور الحياتية التي تحدث من بعض الأشخاص أؤكد بل أجزم أن للجهل ثقافة فعلاً.
كلنا يعرف أن الثقافة نقيض الجهل وهذا لا يختلف فيه اثنان، لكن عندما نشاهد سلوكاً شاذا ومرفوضاً اجتماعياً نعرف أن للجهل ثقافة.
منها ثقافة رفض الآخر، وازدراء أفكاره وتجاربه والسعي إلى حرمانه من التعبير عن ذاته، فكراً وأدباً وأسلوب حياة.
ثقافة الجهل لا تعترف بالاختلاف في الرأي، وتصر على أنها دائماً على صواب وغيرها على خطأ.
وكذلك ثقافة الأنانية وحب الذات، الشخص الذي يغلق على نفسه آفاق التغيير إلى الأفضل. والطموح إلى الأحسن ثقافة «أنا ومن بعدي الطوفان» ثقافة حب النفس وتلبية رغباتها مع تجاهل الآخرين وضرب مشاعرهم بعرض الحائط وتغليب المصلحة الشخصية على العامة.
أما ثقافة الجهل الخاصة بإهمال المبادئ الأخلاقية والقيم والعادات والتي تربعت على عرشها الخيانة والغش والكذب والسرقة، والتي بسببها تلاشت كل المعاني الإنسانية في العلاقات فلا تعاون، ولا تراحم ولا إخلاص.
أين العقل؟!!
يولد العقل كصفحة بيضاء، ينقش فيها الإنسان ما يريد، العاقل لا شك ينقش الوعي والإدراك والنضج والسلوك المبني على القيم والمبادئ والأخلاق وغيره من الجهلاء ينقشون ثقافة الجهل ويوهمون ذاتهم بصدقها وصوابها هذه هي ثقافتهم.
وثقافة للجهل أخرى، كثيرا ما يحاول بعض الناس أن يعيشوا حياتهم بالعكس: بمعنى أنهم يحاولون امتلاك المزيد من الأشياء أو المزيد من المال حتى يستطيعوا فعل المزيد مما يريدون فعله ويعتقدون أن ذلك سيجعلهم أكثر سعادة. والحقيقة أن هذا الأسلوب أسلوب عكسي بمعنى أن عليك أولاً أن تكون على طبيعتك الحقيقية ثم تفعل ما تحب أن تفعله حتى تحصل على ما تريد امتلاكه.. مارجريت يانج.
وفي قصة الأفعى والمنشار ثقافة جهل وطيش وعدم التفكير في عواقب الأمور وكثيراً ما يمارسها مثقفو الجهل.
الأفعى دخلت ورشة نجار كان من عادته ترك بعض أدواته فوق الطاولة ومن ضمنها المنشار، وبينما كانت تتجول هنا وهناك مر جسمها فوق المنشار مما أدى إلى جرحها جرحاً بسيطاً، ارتبكت الأفعى وارادت الانتقام فقامت بعض المنشار محاولة لدغه مما أدى إلى سيلان الدم حول فمها.
وبسبب طيشها وعدم إدراكها بنتائج أفعالها اعتقدت أن المنشار يهاجمها، وحين رأت نفسها ميتة لا محالة، قررت أن تقوم بردة فعل أخيرة قوية ورادعة، التفت بكامل جسمها حول المنشار محاولةً عصره فعصرها.
أفعال الطيش هذه وعدم النضج واردة، منها أيضاً جرح الآخر قريب أو صديق وبدلاً من الاعتذار يكابر الطرفان المجروح والجارح، هذا لا يعتذر وذاك ينتقم بأشد أنواع الانتقام وفي هذه الحالة وبعد فوات الأوان يعرف أنه لم يجرح من جرحه وإنما جرح نفسه حين ترك لنفسه هواها لتعيش ثقافة الجهل.