صحيح أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قامت مشكورة مع الهيئة الملكية للجبيل بترميم المسجد وفقا للأسس العلمية لترميم المباني الأثرية غير أن تحويل هذا المسجد الى جامع كبير في هذه المدينة التي يحمل المسجد اسمها سيغدو عملا رائعا ومهما ويخدم سكان مدينة جواثا وغيرها من المدن المتاخمة لها كمدينة الكلابية وغيرها، وأظن أن عملية توسعة هذا المسجد ليتحول الى جامع هي عملية غير شاقة بل هي ميسورة للغاية وتتحقق من خلال إلحاق ما يمكن الاتفاق على إلحاقه من المساحات الشاسعة للمتنزه الملحق بالمسجد والتابع له في ذات الموقع.
هذه الخطوة التي أطرحها في هذه العجالة تمثل أمنية تراود سكان مدينة جواثا وغيرها من المدن القريبة منها كما سمعتها من سكان تلك المدن التواقين لأداء صلوات الجمع في هذا المسجد التاريخي الذي جاء ذكره في كتب المؤرخين كالهمداني في وصفه لجزيرة العرب والبكري في كتبه التاريخية والأدبية وغيرهما من المؤرخين القدماء، وكما ذكره العلامة حمد الجاسر في كتابه الشهير «المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية» وقد كان لهذا المسجد أهميته البالغة في صدر الاسلام ومازال يحتفظ بهذه الأهمية حتى اليوم.
وأختم بالقول إن توسعة هذا المسجد الذي يبلغ طوله حاليا عشرين ذراعا وعرضه عشرة أذرع من خلال إضافة ما يمكن إضافته من مساحة متنزه جواثا الملحق بالمسجد، ليتحول هذا الصرح الاسلامي العريق الى جامع كبير هو عمل خلاق وحيوي يخدم مدينة جواثا وكافة المدن والقرى المتاخمة لها، ولن يؤدي هذا التحويل بالطبع الى تهميش دوره التاريخي الحيوي كمعلم تراثي وسياحي مهم بل الى تجذير هذا المفهوم وتعميقه واعادة الحياة اليه ليس لأداء الصلوات الخمس فيه فحسب بل لأداء صلوات الجمع أيضا.