السلطات المحلية من جانبها، بذلت جهودا مقدرة، لكن هذه الجهود كانت ستذهب هدرا لو لم تتناد أعداد كبيرة ومثيرة للإعجاب من الأشخاص والمتخصصين، الذين جاءوا من جميع أنحاء العالم على أساس تطوعي لتقديم ما لديهم من خبرات وإمكانات.
على المستوى الرسمي، بذل قدر كبير من التنسيق الدولي، وتضافرت جهود شبكة واسعة من الخبراء والمنظمات الطوعية، وروج أعضاء مجلس إنقاذ ضحايا الكهوف البريطاني بالترويج في موقعهم على الإنترنت لتبادل المعلومات بين منظمات الإنقاذ وتشكيل صوت مشترك بينهم.
كان عدد المتطوعين، الذين تجمعوا في معسكر اسعافي بالقرب من موقع الكهف قد اقترب من الفي شخص.
ما يمكن الاستشهاد به هنا في نظر المتفائلين، هو خطأ القول إن القوى العالمية بطبيعتها سيئة جدا، وأن القوى الوطنية هي التي يمكن الركون إليها وحدها والوثوق بها، ذلك ما ثبت خطؤه بالفعل، حيث ثبت أن أولئك الذين يتحدثون بطريقة تعميمية ومضللة تشكك بشكل متعمد في «العولمِيين»، لم يدركوا المغذى الحقيقي للعولمة.
وما حدث يدل على أن العولمة قوة هائلة، آثارها إيجابية أظهرتها عملية إنقاذ محاصري الكهوف التايلندية في تلك البقعة النائية من العالم.
والعولمة بهذا المعنى تمثل قوة مضاعفة يوفرها جميع سكان هذا الكوكب مجتمعين، ذلك أن المجتمع العالمي (الانساني) حقيقة موجودة، وما ينقصه هو توافر آلية تلقائية لاستنهاضه، فهو حاليا يتحرك في أغلب الأحوال من منطلق قناعات تطوعية، وعندما يحدث ذلك سنرى كم هو قوي ورائع لحظة انهماكه في العمل.