المملكة تنبهت لهذا الأمر بحكم معاناتها السابقة وأنشأت العديد من المبادرات للتنبيه وتصحيح الكثير من الأفكار التي ربما يعتنقها البعض بجهل أو عدم دراية أو تغرير مثل مركز الحرب الفكرية وهو مركز عالمي يتبع وزارة الدفاع ويختص بمواجهة جذور التطرف والإرهاب وترسيخ مفاهيم الدين الحق وما سبقه أيضا من تأسيس تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب خلاف المؤتمرات والندوات التي تؤكد على هذا الجانب.
منظمة التعاون الإسلامي من الجهات المهمة التي يقع عليها عبء كبير في تصحيح المفاهيم والأفكار، وهي تقود بصدق جهدا مهما في هذا الموضوع بحكم أنها الصوت الجماعي للعالم الإسلامي من خلال الحراك الكبير الذي يتصدره أمينها العام الدكتور يوسف العثيمين، حيث تم التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم مع مراكز متخصصة تتضمن إعداد الدراسات والبحوث المتعلقة بالتطرف والإرهاب ونشر الوسطية والاعتدال وقيم التسامح والعدل والتفاهم والسلام بين الشعوب، إضافة إلى تنظيم لقاءات دورية مع الأكاديميين والباحثين من أتباع الحضارات المختلفة لمعالجة قضايا الإرهاب المستجدة مما يؤكد حرص المنظمة على متابعة كل حديث في هذا الموضوع كما تقوم بحكم موقعها الإقليمي بتبادل المعلومات والخبرات في مجالات العمل المشترك التي تخدم هذه الأفكار إدراكا منها لخطورة استخدام التطور العلمي ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر التطرف.
أتمنى من الدكتور العثيمين تبني برنامج يتم بثه في قنوات الدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة عن مواضيع التسامح ونشر الوسطية والاعتدال وهي فكرة أتوقع أن تجد قبولا لما للمنظمة من مكانة ومصداقية لدى شعوب المنطقة.