DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بدلا من البكاء على السلام المنتظر!

بدلا من البكاء على السلام المنتظر!
جاء إقرار الكنيسيت الصهيوني بالأمس، لقانون «الدولة القومية» الذي يمنح اليهود فقط «حق تقرير المصير في البلاد» ليكرّس عملياً الفصل العنصري الذي اعتقدنا أنه انتهى بنهاية سابقه ومثيله البغيض في جنوب أفريقيا.
ويأتي القانون المثير للجدل، والذي أقره الكنيسيت بعد فترة قصيرة من الذكرى السبعين لإنشاء دويلة إسرائيل بتواطؤ دولي، على أنقاض الأرض الفلسطينية واغتيال شعبها، بمثابة إعلان عن موت ما تسمى «الديمقراطية» في كيان مغتصِب، طالما تشدق منظروه وقادته بأنه واحة للديموقراطية في الشرق الأوسط، ليكون ضمير العالم ـ إذا كان لا يزال باقياً ـ أمام تحدٍ واختبار جديدين لمصداقيته التي طالما طعنت في الظهر، وضربت مبادئه وقيمه المتعارف عليها أخلاقياً وسلوكياً ـ قبل قانونياً ـ في الصميم.
من حق رئيس الكيان الصهيوني نتنياهو أن يعتبر هذا التصويت «لحظة فارقة في تاريخ الصهيونية» وتاريخ كيانه الاحتلالي/‏ النموذج الوحيد الباقي عالمياً للصفاقة والتبجح والاستهتار بالقانون الدولي، وفي نفس الوقت نكون أمام المثال الوقح للعجز الدولي عن إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإنشاء دولته على ما تبقى من أرضه المغتصبة بصكٍّ دولي وأممي.!
تاريخ الدولة العبرية المشين، منذ إعلانها عام 1948لا يزال يكتب نفسه بمزيدٍ من السواد، ليكون وصمة عار في جبين البشرية، بممارساته وعدوانيته، وها نحن أمام فصل جديد من هذا «السواد» المظلم والذي استشرى على يد حكومات يمينية متطرفة تخلق قوانين متطرفة، وتسهم في تعزيز نظرية التفوق الإثني والعرقي الذي يتجلى في ترسيخ السياسات العنصرية، بكل أدواتها ومذابحها التصفوية المعروفة تاريخياً، ويكون العالم بالتالي على موعد مع اغتيال آخر الأحلام العربية والفلسطينية في إمكانية تحقيق سلام عادل.. وخلق بذرة قنابل موقوتة يمكن أن تثير الفتنة وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
بمثل هذه الخطوات العنصرية الفاضحة نحو تهويد الأرض، واعتماد العبرية كلغة رسمية، واعتبار تنمية الاستيطان اليهودي «قيمة قومية» وانتهاك حقوق قرابة مليوني عربي في الأرض المحتلة، عدا ملايين أخرى مهجَّرة ومشردة، لا يمكن الحديث عن سلام محتمل، لحل قضية الشعب الوحيد الذي لا يزال تحت الاحتلال في القرن الحادي والعشرين، وتبقى حقيقة أننا ـ والعالم الحر ـ أمام ابتزازٍ لا مثيل له في العصر الحديث.
وبمثل هذه الانتهاكات لكل المواثيق والأعراف الأخلاقية والدولية، تبقى حقيقة «الغابة» التي نعيشها، حيث لا يمكن الاقتناع إلا بمنطق القوة، التي يرضخ عندها كل المشاغبين والمتمردين أياً كانوا وأينما كانوا، ولتبقى آمال حل القضية الفلسطينية ومعها قضية الأراضي العربية المحتلة، معلقة ومؤجلة حتى إشعار آخر، ليس على المتضرر فيها ـ الآن على الأقل ـ سوى اللجوء للقضاء والقدر، طالما لم يمتلك بعدُ أوراق قوته، بدلاً من البكاء على السلام المنتظر.!