صحيح أن الاهتمام بهذا الجانب جاء متأخرا غير أن الآمال معقودة على شباب المملكة المؤهلين لابراز أنشطتهم الحيوية والخوض في مسالك هذا الفن، وأظن أنهم قادرون على وضع بصماتهم المميزة التي سوف تؤدي الى إخراج أعمال سينمائية رائعة تليق بمجهوداتهم الآخذة في الظهور مع احتفاظهم بطبيعة الحال بالثوابت الراسخة المستمدة من تعاليم عقيدتهم ومن أخلاقهم الحميدة وعاداتهم وتقاليدهم العربية الأصيلة، والذوبان في ثقافات الغير أمر غير مستحب غير أن التأثر بمعطياتها بما يتوافق مع تقاليدنا وعاداتنا أمر محبب ومطلوب.
محاكاة التقدم العالمي في مضامير الفنون السينمائية ليس عيبا بل هو جزء من أجزاء النهضة المتنامية التي تمارسها المملكة وهي تقوم بترجمة بنود رؤيتها الطموح 2030 والفنون هي إحدى وسائل النهضة المنشودة ومن فروعها الفن السينمائي المنتشر في كل أقطار العالم وأمصاره، وليس من اللائق أن نغرد خارج السرب بل لابد من مجاراة ما يحدث في العالم مع أهمية الاحتفاظ بشخصيتنا المتميزة التي يجب أن لا تذوب في ثقافات الغير وفنونهم، وهي شخصية لا أظن أن التفريط فيها قد يساور أذهان المهتمين بهذا الفن من شبابنا الناهض.
وأتعشم أن الخطوات السريعة التي تتخذ اليوم لصناعة فن سينمائي سعودي أن تتوجه نحو تشجيع الشباب المؤهل لخوض التجارب السينمائية الناجحة وعدم الاكتفاء بانشاء الدور السينمائية في مناطق المملكة ومحافظاتها ومدنها، فيجب أن ينصب الاهتمام على تكوين حركة سينمائية واعدة من الشباب المؤهلين وعدم الاكتفاء بعرض الأفلام الأجنبية والعربية في تلك الدور، وهذا الاهتمام هو المحور الرئيسي الذي يجب الاعتناء به وتشجيعه للوصول الى الغايات والأهداف المنشودة من قيام فن سينمائي بالمملكة.