قد يكون ذلك صحيحًا فالبشر لا تخلو من ضعف ومرض!
ولكن من واقع مشاهدة ومتابعة فإن الصحيح أندر من الكبريت الأحمر، ولو نظرنا بعين الإنصاف لوجدنا أن المتميزين لا يصدر منهم ما يصدر من أضدادهم، بل لو نظر هذا الشاكي نظرة صادقة في سيرته الذاتية، وما يحمله من مؤهلات ودورات، ولو تأمل في قدراته وما يقدمه للرقي بها، أو حتى سأل المنصفين لا المطبلين أو المنتفعين من هجماته، هل يستحق ما يطالب به؟! طبعًا بعد أن يستحلفهم بالله لوجد لمن يلومه ألف عذر وعذر!
مؤهلات ضعيفة! بعد عن تطوير الذات! لم يمنحه الله القدرات المؤهلة للمكان الذي يطالب به! ولذلك لو كان مكان من يلومه، فإني لا أشك أنه لن يقبل نفسه بوضعها الراهن!
ما الحل إذن؟!
الحل ببساطة أن يغير اتجاه إصبع الاتهام، فيجعلها بدل الاتجاه إلى الأمام تتجه إلى الخلف، ثم يبدأ بإعادة النظر في مؤهلاته ويسعى لتعويض النقص الموجود باكتساب المزيد، فشهادة الجامعة وحدها لا تكفي فضلًا عن شهادة الثانوية ومثيلاتها، وأيضا يدرس قدراته فيعالج جوانب الضعف، ويطوّر ما يمكن تطويره، مع البحث عن المجال الأنسب لهذه القدرات، ولو صرف الوقت والجهد والفكر الذي يصرفه على الشكوى وما يتبعها في هذين الأمرين وما يتبعهما لحقق بحول الله ما لم ولن يحققه بعيب الزمان وأهل الزمان!
لنكن على ثقة أن قدرات بلا مؤهلات قد تفتح آفاقًا، ولكن مؤهلات بلا قدرات لن تفتح إلا نفقًا، وفي كثير من الأحيان لا يمكن الوصول إلى نهايته!