جذر المشكلة، وهذا هو منطلق نصيحتي، لم يمس بعد وهو (قيم العمل) أو ثقافة العمل لدى الإنسان السعودي، فما هو ملاحظ في الجهات الحكومية قبل أن تدخلها التكنولوجيا الحديثة، وفي بعض مؤسسات القطاع الخاص، أن بعض السعوديين والسعوديات يتعاملون مع وظائفهم باعتبارها همًا ملقى على عواتقهم من أجل قبض الراتب في آخر الشهر. وهم يتعاملون معها على هذا الأساس وليس على أساس أنهم يحبون ما يعملون ويخلصون له ويتفانون في سبيله كما نرى من بعض الجنسيات الأخرى. وبالنتيجة إذا كنت لا تحب ما تعمل، أو لا تعطيه حقه، فإنك ستكون خلوًا من قيم العمل: الالتزام والانضباط والمسؤولية والتعلم الذاتي وحسن الأداء والتفاني والمنافسة الشريفة مع الزملاء والتطلع إلى الترقي وتحقيق مستقبل شخصي أفضل.
لذلك فإن جزءًا من بوصلة وزارة العمل يُفترض أن يتجه إلى بناء ثقافة وقيم العمل بشكل صارم لدى السعوديين والسعوديات، وهذا لن يحدث إلا من خلال مراكز تأهيل وتدريب كتلك التي طبقتها بعض دول شرق آسيا في السبعينيات والثمانينيات وحققت نجاحًا كبيرًا؛ ومنها تجربة مهاتير محمد في ماليزيا.