أحد الأشخاص أفتقده وقتا قصيرا من الزمن وإذ بي أشاهد عشرات الإعلانات في الواتس والصحف وتويتر وغيرها من وسائل التواصل تدعوك لحجز مقعدك مع المدرب الكبير والجهبذ العظيم الذي لا يجارى ولا يبارى في هذا الميدان، وللأسف اغلبهم كذلك وجدوا الساحة مفتوحة وبدون رقابة فأخذوا يستعرضون مهاراتهم المزيفة.
هذا ما يتعلق بالمدرب المحلي اما المدرب الوافد الذي في الغالب يأتي من خلال معاهد التدريب فحدث ولا حرج، فأغلبهم من الخريجين العاطلين وتوظفهم تلك المعاهد بأبخس الاثمان ويتم تسويقهم علينا كمدربين عباقرة ينثرون إبداعاتهم علينا وندفع مقابل حضور دوراتهم المبالغ الطائلة.
أتذكر في فترة سابقة قبل ست سنوات حضرت دورة في فن الالقاء في احد المعاهد المتخصصة في هذا المجال وكان المدرب يتحدث بشكل نظري بعيدا عن التطبيق العملي الذي هو لُب فن الالقاء كما ان الدورة قصيرة لا تتجاوز خمسة أيام والرسوم مرتفعة تتجاوز الألف وخمسمائة ريال رغم ان الدورة عبارة عن شرح نظري من المدرب ولا يوجد بها اي وسائل مساعدة او تكاليف اضافية، والغريب في الامر ان بعضا ممن حضروا الدورة أصبحوا مدربين ويعطون دورات بناء على هذه الخبرة القصيرة. مع ضغوط الحياة وتشعب العلاقات الاجتماعية نحتاج لمثل هذه الدورات التي تزيدنا قوة وثباتا ولكن بشرط اختيار المكان والشخص المناسب. من أبرز من عمل في هذا المجال المفكر الأمريكي (ديل كارنيغي) وهو عالم كبير استطاع تكوين خبرات وتجارب عديدة للوصول إلى مرحلة ما يسمى «مدرب معتمد» وايضا الخبير ابراهيم الفقي، وغيرهما ممن استطاعوا الدخول لهذا المجال بأسلوبهم الممتع وطريقة الجذب التي يتبعونها مع الخبرات والدورات وتطوير القدرات التي يفتقدها ٩٥ بالمائة من مدربي هذا الجيل.أتمنى على الجهات المتخصصة متابعة هؤلاء كأفراد ومعاهد وتصنيفهم ليبقى المفيد. أما المتطفلون فلا حاجة لنا بهم.