هي الأحساء.. هي التاريخ.. هي ملتقى الحضارات منذ آلاف السنين.. هي منطقة وواحة تعتبر الأكثر خصوصية في التكوين البيئي أو الجيولوجي. الأحساء واحة ملايين النخيل الخضراء المثمرة والأشجار المتنوعة رغم أنها تقع وسط صحراء وتحت رمال هذه الصحراء كان هناك أكبر مخزون مائي بعضه بارد وبعضه حار وبعضه يحوي مواد كبريتية. والأهم من ذلك فتحت رمالها ونخيلها منابع نفط وغاز تعتبر الأكبر عالميًا. وتحيط بها أكبر المراكز البترولية في العالم مثل شدقم والعضيلية والعثمانية والحوية. وهي واحة بها مدن كثيرة وعشرات القرى التي هي في الحقيقة مدن صغيرة، وتتوسطها ينابع مياه جعلت الأحساء مركزًا من أهم المراكز ذات التكوين البيئي المعقد لتجد في وسط هذه الواحة الكثير من أنواع الأسماك الصغيرة أو الضفادع أو السلاحف المائية والطيور وغيرها. أي أن الأحساء جمعت كل ما هو مختلف في بيئة واحدة. ولهذا فليس بغريب أن تكون ملتقى حضارات لتكون ممرًا مهمًا لحضارات العراق القديمة والحضارة الفينيقية قبل توجههم إلى بحر العرب ومنه إلى الهند والصين.
وقبل عدة أيام أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تسجيل واحة الأحساء كموقع تراثي عالمي بعد موافقة لجنة التراث العالمي للملف الخاص بواحة الأحساء خلال اجتماع الدورة 42 والتي كانت في البحرين. وفي هذه الحالة، فهذه أول خطوة في الطريق للاعتماد العالمي؛ كون الأحساء تضم العديد من المواقع الأثرية والتاريخية والطبيعية لتكون هذه الخطوة نواة للكثير من المشاريع التطويرية التي من الممكن أن تساعد لتكون الأحساء وجهة سياحية؛ كونها مؤهلة لذلك. وهذا بالطبع يحتاج جهودًا كبيرة من جميع المؤسسات الحكومية والأهلية للرقي والتوسع في المشاريع التي من شأنها تأكيد مكانتها واستحقاقها لهذا التسجيل، خاصة أن هذا الإنجاز جاء بدعم مباشر من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين للتراث الحضاري، وكذلك متابعة من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ومحافظ الأحساء سمو الأمير بدر بن جلوي. والشكر موصول لأمين الأحساء ولكل مسؤول ومواطن في المحافظة ممن كانت لهم جهود لتحقيق هذا الطموح.