DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المجد للثابتين!

المجد للثابتين!
ما أروع الثابتين.. وما أبهى مواقف الثبات.
أعجبني جداً موقف حارس منتخب مصر «محمد الشناوي» في مباراة لمصر في كأس العالم، حيث رفض الحارس أن يستلم جائزة أحسن لاعب لأن الراعي للجائزة شركة خمور!
وانهالت التعليقات على هذا الموقف وكم هو مؤسف أن بعض المغفلين من العرب هاجموا الحارس واتهموه بالتشدد والتنطع!.. فيما كانت المفاجأة أن «الفيفا» انتصرت للاعب وغيرت من قوانين استلام الجائزة في حال فاز بها لاعب مسلم.. هنا يظهر فارق العقل والمنطق بين غربي كافر يختلف عنك في الهوية والعقيدة لكنه يؤمن بهذا الاختلاف ويراعيه، وبين شبه مثقف لا يفرق بين التشدد المنبوذ وبين التزام المبادئ والتمسك بالقيم النبيلة.
وأحسن تعليق على هذا الموقف من قال: أصحاب المبادئ دائما هم قادة التغيير!
موقف حارس مرمى مصر مع شركة الخمور، يذكرنا بموقف آخر للملاكم العالمي «محمد علي كلاي» -رحمه الله- الذي رفض وبقوة حفر اسمه على رصيف المشاهير في هوليوود لأنه اسم الرسول -صلى الله عليه وسلم- فوضعوه على الجدار احتراماً لرغبته!
إنها يا سادة مواقف يُفتخر ويُباهى بها..
ماذا يعني أن يكون للإنسان مبدأ؟
يعني أن يكون المرء صاحب رسالة واضحة وهدف محدد، ويعمل على الوصول لهدفه بكل شموخ، متوكلا على الله تعالى لا يندم على الماضي ولا يهاب المستقبل المجهول.. صاحب المبدأ يعرف معنى الحياة والوجود الحقيقي، المفقود لدى الكثير ممن ضيعوا هدف وجودهم في الدنيا وفرطوا بالمبادئ العليا في حياتهم.
أسمى المبادئ هي مبادئ الإسلام التي تجمع الخصال الحميدة والأخلاق الفاضلة والرائعة التي ترتقي بإنسانية الإنسان فيحقق عدالة السماء في الأرض.. كم حوت كتب التاريخ من مواقف تجلى فيها الثبات على المبادئ، وكانت علامة فارقة، ونصراً مدوياً لأصحابها.
حدثنا التاريخ عن قصص ثبات الصحابة الذين كانوا يعذبون ويتحملون المشاق والعذاب حتى انتصروا في النهاية، وقبلها سير الأنبياء الكرام الذين رفضوا اتهامات المعارضين، وصدوا عن عروض المشركين المغرية.. وهناك مواقف مشرفة لعلماء أجلاء ثبتوا على الحق، كالإمام أحمد بن حنبل في فتنة «خلق القرآن».
تنكشف حقيقة الثبات من هشاشته.. عند المغريات لما يُعرض على الإنسان منصب جاه أو مال.. ولما يتعرض المرء للمحن والابتلاءات، هنا تظهر هل مبادئه صلبة ثابتة أم هشة وساقطة!
ما أسوأ المتلونين، وما أجرم المتخلين عن ثوابتهم ومبادئهم.. لذا كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور".. ومعناه التعوذ من النقصان بعد الزيادة، والرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية، أو الرجوع من شيء إلى شيء أشر منه.
قال حكيم:
إذا فشلت في تحقيق مبادئك فغير أساليبك لا مبادئك، فالأشجار تغير أوراقها لا جذورها!
ولكم تحياتي.