DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

معركة الحديدة والعبث بالعناوين الإنسانية

معركة الحديدة والعبث بالعناوين الإنسانية
حينما يرتفع صدى بعض التقارير الأممية التي يعدها موظفون يفترض أنهم مؤتمنون على رعاية الجانب الإنساني في الصراعات، ولا يكون ذلك إلا في حال تقدم طرف بعينه في المساق العسكري كما هو حال تقدم الجيش اليمني المدعوم من التحالف إزاء تحرير مطار الحديدة، ولا يحدث ذلك في المفاصل العسكرية التي يكون فيها الطرف الحوثي هو الذي يسيطر على المطار، فإن الأمر سيقود حتما إلى الريبة، وسيكشف مدى تورط بعض الموظفين الأممين في صياغة تلك التقارير بما يخدم معركة المتمردين، وتحت غطاء من العناوين الإنسانية، وكأن قوى التمرد التي طالما زجت بالأطفال في أتون معاركها، وطالما استخدمت المدنيين كدروع بشرية لتفادي الضربات الجوية من قبل قوات التحالف، هي التي ترعى الجانب الإنساني، وهي التي تسير قوافل الإغاثة للمدنيين بصرف النظر عن ولاءاتهم، وتطبب الجرحى، في لي فاضح لأعناق الحقائق، واستخدام العنوان الإنساني عنوة في غير موضعه، وبما يفنده الواقع الأليم، حيث تتمادى قوى التمرد كل يوم في غيها، وصولا إلى نهب قوافل المساعدات الإنسانية التي يجهزها تباعا مركز الملك سلمان للإغاثة، أو تحويل وجهتها بما يخدم مصالح تحالفاته، وكل هذا يتم للأسف دون أن يرف له جفن المراقبين الذين تتفاقم إنسانيتهم كلما اقتربت الشرعية من تحقيق انتصار جديد.
من المؤكد أننا كنا سنقبل بتلك التقارير التي تتحدث عن الجانب الإنساني لو أنها أطلقت تحذيراتها في الإتجاه ، رغم أن أدبيات الميليشيات في الحروب تظل أدبيات عصابة، ولا يمكن أن تقارن بأدبيات القوى النظامية التي تراعي المواثيق والعهود الدولية، أما وأنها لا تنبس ببنت شفة إلا حين يتقدم جيش الشرعية وقوى التحالف، حيث تبدأ في تسويق تحذيراتها التي تذرف دموع التماسيح على البعد الإنساني، وتنذر بالويل والثبور فهذا بالتأكيد لا يعني سوى شيء واحد، وهو انحياز بعض أولئك الموظفين للأسف للتمرد، أو عملهم لحساب من يقف خلفه، ومن يؤلمه تحرير مطار الحديدة، وقد يعرضه لكشف تجاوزاته وحماقاته في تمرير السلاح والعتاد إلى الميليشيات، وهو انحياز فاضح بدأ مبكرا منذ أن كان بعضهم يقيم في جيبوتي، ويكتب تقاريره من هناك عن سير الجانب الإنساني في المواجهات، ودائما بالتحذير من تقدم الشرعية وخطر ذلك على العمل الإنساني الذي أفقدته تلك التقارير الملفقة معناه وقيمته للأسف.