المحافظة على البيئة الزراعية والمائية بالمحافظة تقتضي فيما تقتضيه الحفاظ على التربة والمياه الجوفية ومقاومة الرياح الزاحفة ومنع الاحتطاب والرعي الجائر، وتلك أمور تهدد الواحة بالفعل، وقد سعت وزارة الزراعية مشكورة بانشاء مشروع حجز الرمال الواقع شمال شرق الواحة، الا أن زحف الرمال ما زال يقلص الرقعة الزراعية بالواحة، وأن هذا الزحف بحاجة الى معالجة سريعة وفاعلة، فتضافر الجهود لوضع الحلول المناسبة لهذا الزحف أضحى مهمة لابد من تفعيلها على أرض الواقع.
ولعل من أولويات الحل السعي الدؤوب لانشاء الحدائق والمتنزهات والساحات المزروعة في المدن والبلدات والهجر كواحدة من الطرق الكفيلة بالمعالجة، كما أن تشجير الشوارع والطرقات والميادين يضيف بعدا مهما من أبعاد المعالجة، وقد سعت أمانة الأحساء الى تصميم وتنفيذ سلسلة من المشروعات التي لها علاقة بتلك الأولويات المطروحة، وأظن أن مضاعفة العمل لانشاء مشروعات جديدة سيكون له أثر فاعل وايجابي لحماية البيئة من زحف الرمال، ومن المعروف أن الكثبان الرملية والمناطق الصحراوية تتواجد بمساحاتها الكبيرة بالقرب من المدن والبلدات المكتظة بالسكان، فلا بد في هذه الحالة من تغطية تلك المساحات بالأغطية النباتية المناسبة.
أكتفي بهذا القدر لأقول إن التنسيق بين كافة الادارات بالمحافظة أمر مطلوب لمعالجة زحف الرمال، ولا بد من اتخاذ التدابير الكفيلة بانشاء تلك الأغطية التي ذكرتها كعلاج للمحافظة على البيئة ومعالجة زحف الرمال، ولا بأس من الشروع في تلك التدابير بطريقة مرحلية قابلة للتصاعد في المستقبل، فالتنسيق كما أظن أمر ملح ولا يجب تحميل أمانة المحافظة وحدها كامل الأعباء للتصدي لتلك الظاهرة واحتوائها بل يجب أن تتضافر كل الجهات في القطاعين العام والخاص لدراسة كيفية معالجة هذه الأزمة القائمة.