حين يتسامح الشخص ويقترب من التصالح مع نفسه ومحيطه، فإن ذلك يجعله أكثر سعادة، لذا يكثر طلب الصفح والعفو في العيد، لأن ذلك يحقق الرضا لجميع الأطراف، فجميعنا ناقصون ونرتكب كثيرا من السلبيات، وهذا من الطبيعة البشرية، ما يجعلنا بحاجة دائمة للتواصل والتواصي ببعضنا. وهنا تأتي عبقرية مثل هذه المناسبات التي تصبح أشبه بفلتر ذاتي يجعلنا أكثر نقاء وشفافية، ونحن نصفح ونتمنى الخير والسعادة لبعضنا في هذه الأيام الجميلة التي نتجاوز فيها عن كثير من المنغصات والمكدرات.
لا بد وأن يكون العيد محطة حقيقية لنقل الذات إلى فضاءات أفضل واوسع في معرفة النفس والآخرين، والحصول على جرعات اعلى من التسامي والتحرر من السلبية والوقوف في مواقف تتناقض مع معاني السعادة وراحة البال، فجميعنا عابرو سبيل في هذه الحياة، وينبغي أن نعيشها بكل ما يجلب لنا الصفاء والهناء.
من المهم ألا نتعامل مع العيد كفترة روتينية لا تغيير فيها إلا للملابس، وإنما الأهم تغيير الجوهر بصورة حاسمة إلى ما يجعله أفضل وأكثر جمالا وإشراقا ونقاء، فتلك قيمة العيد ومعناه الأنيق، فهو اكتمال معنوي ضروري لأرقى ما في النفس وإن حاولت بلوغ المثالية، ولم تصل، فذلك مطلوب ومرغوب وينبغي تحفيز أنفسنا عليه، لأنه من الصعب أن نبقى على ذات المواقف السلبية العنيدة بلا حراك خطوة إلى الأمام تجعل الحياة أجمل والقادم فعلا أفضل.