إذا لم تكن إلا الأسنة مركبًا فما حيلة المضطر إلا ركوبها.
ونحن نحتفل بالعيد، علينا أن نذكر جنودنا البواسل الذين يدافعون عن حدود الوطن لننعم بالأمن، بعيدًا عن أخطار الحرب وويلاتها، وهم يدفعون أرواحهم ثمنًا للدفاع عن الوطن ولحماية المواطنين، وعلينا أن ندعو لهم بالنصر المبين، وهم يخوضون حربًا أرادها الأعداء مكسبًا، فاستحالت وبالًا عليهم، يتجرعون فيه مرارة الهزيمة يومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر، وسنة بعد سنة، وها هي تباشير النصر تلوح في الأفق بسقوط معاقل الحوثيين واحدًا بعد الآخر، ونسأل المولى القدير أن يكون عيد أبطالنا القادم مع أسرهم وذويهم بعد اجتثاث الحوثيين من جحورهم، والقضاء على السرطان الإيراني الذي يحاول التمدد في اليمن، كما هو في بلدان عربية اخرى.. فالعيد على الأبواب، والنصر على الأبواب بإذن الله.
واحتفالنا بالعيد هو أيضا احتفال بما يتحقق في هذا الوطن من منجزات كبرى، هدفها إسعاد المواطن وتوفير أسباب الراحة والطمأنينة له، والمشاركة الإيجابية في الحراك العالمي بجميع وجوهه، والاستفادة من منجزاته المتنوعة والمفيدة، لينصرف هذا المواطن إلى الإنتاج والإسهام في صناعة حضارة الإنسان في هذا العصر الذي لا يعترف إلا بالأقوياء، وبقوة المعرفة والعزيمة والسلاح، ينتصر المواطن في معركته مع التخلف والجهل والإرهاب. قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم). وقد فسر بعض العلماء القوة بانها قوة المعرفة، ورباط الخيل بأنه قوة السلاح، فإذا اجتمعت القوتان: المعرفة والسلاح تحقق النصر بإذن الله.
والعيد ليس مظهرًا احتفاليًا ينتهي بانتهاء أيامه، ولكنه شعور دائم وعميق بالمسئولية الوطنية التي تعني الإسهام في التنمية، والمحافظة على منجزاتها، والدفاع عن هذه المنجزات بكل السبل المتاحة لكل مواطن من موقعه، والإحساس بأهمية الوقوف بصلابة في وجه التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن، حفظ الله بلادنا وقادتنا ومواطنينا من شرور المتآمرين والحاقدين والمفسدين في الأرض.