ولاشك أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تتميز بأهمية خاصة، فوجهات النظر السعودية الأردنية حيال مجمل القضايا العربية والإسلامية والدولية تكاد تكون متطابقة ومتشابهة، وتسعى القيادتان في مناسبات مختلفة لتبادلها فيما يعزز تلك القضايا لاسيما تلك المتعلقة بدعم التضامن العربي وحلحلة قضايا الأمة العربية بما يخدم مصالحها المشتركة ويؤدي إلى نشر الاستقرار والأمن في ربوعها، ولعل الزيارات المتبادلة على مختلف المستويات بين المسؤولين في البلدين تعكس أهمية تلك العلاقات وأهمية تطويرها.
وقد عرف الأردن بمناصرته لكل الخطوات الحميدة التي انتهجتها السياسة السعودية الثابتة تجاه مكافحة ومحاربة ظاهرة الإرهاب والتنسيق مستمر بين البلدين لتبادل المعلومات حيال تلك الظاهرة والعمل على احتوائها وتقليم أظافر الإرهابيين أينما وجدوا، والبلدان يعملان ضمن استراتيجية مشتركة للحيلولة دون انتشار الإرهاب في المنطقة، ويدعم الأردن دون قيود أو حدود نهج الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ويبارك جهودها الحثيثة في هذا المضمار الحيوي، وتلك استراتيجية وضعت للعمل بشكل مشترك على اخماد نيران تلك الظاهرة التي تسللت إلى العديد من دول المنطقة.
وقد نادى البلدان في مختلف المحافل بأهمية تضافر الجهود لاحتواء تلك الظاهرة والعمل على عدم تمددها وبسط نفوذها في دول المنطقة، وقد حرصت الأردن على تأييد الخطوات السعودية وخطوات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، فتلك خطوات واثقة وحازمة تستهدف محاصرة تلك الظاهرة الخبيثة ووضع الاستراتيجيات المشتركة لمكافحتها، وقد عانت المملكتان من صور تلك الظاهرة في أراضيهما كما هو الحال في سائر دول العالم التي منيت بعبث أصحاب تلك الظاهرة الساعين لبث الخراب والدمار والفساد في الأرض والساعين لنشر الفتن والحروب والطائفية وخطاب الكراهية داخل دول المنطقة والعالم.
لقد أيدت المملكة والأردن بشكل علني وواضح سائر الحلول العقلانية والسليمة لمكافحة النهج الإرهابي الخبيث الذي زحف الى عدد من دول المنطقة بما في ذلك إرهاب الدولة في محاولة للاجهاز على الحالة الأمنية فيها ووقف مسيرة تنميتها ونهضتها وازدهارها، وهذا ما يمارسه أصحاب هذا النهج الاجرامي المتمثل في سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول التي تحول فيها هذا النهج إلى ورم سرطاني خبيث تسعى دول المنطقة وعلى رأسها المملكة والأردن لاستئصاله والقضاء عليه.