DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فماذا نحن فاعلون؟

فماذا نحن فاعلون؟

تماثل سرعة الصاروخ، أو أكبر قليلا، مر علينا شهر رمضان المبارك، ضيفا خفيفا، إذ انطوت أيامه في لمح البصر، ويا ليتها ما مرت، ولكنها مرت مثل أي شيء يمر، وأدعو الله أن يديم علينا الشهر سنوات عديدة، وأعواما مديدة، وجميعنا يرفل في ثوب الصحة والعافية، وأمتنا العربية والإسلامية أكثر قوة، وأكثر تلاحما وترابطا من ذي قبل.
وها نحن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وفي هذه المناسبة، يتذكر كل من تجاوز الثلاثين أو أقل، ذكريات الطفولة في العيد، ويتمنى لو أن الزمان يعود للوراء قليلا، ليستشعر طعم الفرحة بالعيد من جديد، وما يلفت نظري أن الآباء منا، يصبر نفسه على هذه الذكريات التي تمور بداخله، وهو يعلن أن يستشعر هذه الفرحة في عيون أطفاله، وهم يلهون في أيام العيد، مرتدين أجمل الثياب وأغلاها.
ما أؤمن به أن العيد هو العيد، وأن لكل مرحلة من العمر فرحتها الكبرى، فإذا كنا في الماضي، نفرح في العيد ونحن نتلقى العيديات ممن يكبروننا، أو عندما نمرح ونلهو هنا وهناك، وعلى وجوهنا ابتسامة عنوانها «البراءة»، فعلينا أن نفرح بالعيد أيضا ونحن كبار، نعطي العيديات لصغارنا، شريطة أن تعادل فرحتنا فرحتهم، وأن نستمتع كما هم يستمتعون، فنحن الذين نصنع فرحتنا بأيدينا، ولا أبالغ إذا أكدت أننا مصدر فرحة الصغار بالعيد، أما إذا اعتقدنا العكس، وظننا أن الصغار هم مصدر فرحة الكبار، فمعني ذلك أن يقتصر الفرح بالعيد على الآباء والأمهات، ومن دونهم، فليذهبوا إلى الجحيم.
وفي هذا العيد، أتذكر قول المتنبي عندما قال في أحد أبياته المشهورة عندما قال:
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيه تجديد
ولا أدري كلما ردد أحد هذا البيت أمامي، أشعر أننا في أزمة حقيقية تجاه ما يحمله لنا المستقبل، إذ نعتقد على الدوام أن الماضي أفضل مائة مرة من الحاضر، فنترحم على الماضي وننشده، وهذا يدل على أننا ننظر إلى نصف الكوب الفارغ، ونتجاهل النصف المملوء، وهذا الخطأ بعينه، فما أجمل أن نتفاءل في الغد، وننتظره بعيون مملوءة أملا ورضا على النفس وعلى كل من حولنا، وفي هذا العيد، يا ليتنا نفتح صفحة جديدة، عنوانها الحب والتسامح والصفح، والتصافي، وأن يبادر كل منا في تهنئة الآخر، والابتسام في وجهه، وأن نزيل من أنفسنا كل ذرة كره وبغضاء، وأن نحب للآخرين ما نحبه لأنفسنا، عندها فقط، سنرى نصف الكوب المملوء، ونتجاهل الفارغ، ونفرح بالعيد، كما يفرح صغارنا، ونضحك من أعماقنا، في تواصل حقيقي لما كنا نشعر به في الطفولة.. وأعيد وأكرر أن لكل مرحلة فرحتها، ووسائل سعادتها، وهذه الوسائل نملكها نحن، وليس غيرنا.. فماذا نحن فاعلون بها؟