ومن المعروف أن الإدارة الأمريكية اشترطت لإلغاء العقوبات الجديدة المفروضة على ايران الانسحاب من الأراضي السورية، غير أن حكام طهران لا يعيرون أهمية لهذا الشرط، فالمهم عندهم هو سفك المزيد من دماء السوريين والمضي في التواجد في هذا البلد المنكوب بزعامته والمنكوب بتدخلهم في شؤونه لتحقيق مكاسب إستراتيجية على الآماد الطويلة ذات علاقة مباشرة باقامة الامبراطورية الفارسية المزعومة على أنقاض أرواح السوريين وأرواح غيرهم من دول المنطقة مهما بلغت خسائرهم الفادحة في العناصر والأموال.
ويتضح بجلاء أن إيران غير مستعدة للتخلي عن وجودها في سوريا مصرة على أن وجودها جاء تلبية لطلب من نظام الأسد ولن تغادر الا بطلب منه، فوجودها كما تدعي ضروري لمكافحة الارهاب مع أنها تشكل بتواجدها على الأراضي السورية وإزهاقها دماء السوريين الأبرياء ارهابا رغم ادعاء النظام السوري بعدم وجود قوات إيرانية داخل سوريا، فهو يحاول ذر الرماد في العيون والا فان ايران وحليفها حزب الله الارهابي يعملان معا للدفاع عن النظام السوري وحمايته من السقوط ومن غضب سائر السوريين عليه.
وليس بخاف عن أنظار العالم طيلة سنوات طويلة منفرطة تصاعد الاستثمار العسكري والاقتصادي الإيراني في سوريا بتدريب المجندين المنتشرين على الأراضي السورية، وعلى دول عديدة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا في محاولة دؤوبة لتصدير الثورة الإيرانية الدموية القائمة على الإرهاب والتسلط، ولن يتمكن النظام السوري من إخفاء المواقع العسكرية الإيرانية المنتشرة في محافظات حلب الجنوبية وحمص ودير الزور وغيرها من المواقع، فهي تشاهد بالعيون المجردة لدعم النظام السوري ومساعدته على إزهاق المزيد من أرواح السوريين والإجهاز على ممتلكاتهم.