DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حكمة التاريخ الذي لا يفهمه الأغبياء

حكمة التاريخ الذي لا يفهمه الأغبياء
من خطاب الاستكبار والاستعلاء.. إلى خطاب اليأس والاستجداء.
هكذا هي الصيغة التحولية لدى عصابة الحوثيين الإجرامية، بعد الخسائر الدامية التي تلقوها على أيدي المقاومة والجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي والإسلامي، وانهيار معنوياتهم بشكل كبير أصبح مؤثرا جديدا على مسار العمليات، بالتزامن مع هروب قياداتهم وبحثهم عما يضمن رقابهم.
الأزمة الحوثية الراهنة، تجسد المشكلة الفعلية لكل تنظيم إرهابي، ينتفخ كثيرا ويغترُ بفعل من ينفخون فيه، بالمال أو العتاد أو الأفكار أو الدعم المعنوي والإعلامي، حتى يصدق أن الفأر يمكن أن يكون هو أسد الغابة وملكها، ومع أول زئيرٍ قادمٍ تكون الجحور وبالوعات الصرف الصحي هي الملاذ الآمن والحقيقي والمناسب.!
وككل مشاريع تيارات التأسلم السياسي الساعية لمجرد كرسي الحكم، كان الاتكاء على الشعارات الدينية البراقة كوسيلة لاختطاف الدول، ونهب المؤسسات وتركيع الشعوب، وبث الفوضى الإقليمية والاحتراب الأهلي، اعتمادا على خطاب شعبوي يستغل سذاجة البسطاء ويدغدغ مشاعرهم بنفس أفكار زعيم طائفة الحشاشين في المشرق قبل قرون، وبنفس أفكار الأمريكي جيم جونز في مستعمرته «جونز تاون» قبل عقود، وبذات وعود نعيم الجنة والرضوان، ونفس فكرة الحور العين، وبنفس تهديدات وترهيبات الخارج على الأمر والسمع والطاعة.
ومثلما كان أصوليو الكنيسة في العصور الوسطى الأوروبية، يمنحون صكوك الغفران، جاءت كل الحركات المتشددة عبر تاريخ العالم لتمتطي القيم الدينية لتحقيق غاياتها، الحروب الغربية التي رفعت راية الصليب لتحتل وتحرق وتنهب وتذبح، الصهيونية استغلت كذلك وعودا دينية وقامت بأبشع احتلال وتشريد في العصر الحديث، الداؤوديين في إنجلترا وفرنسا وغيرهم من جماعات العنف المنتشرة حول العالم، وهكذا غيرهم كثير وتحديدا في عالمنا العربي والإسلامي، أنتجوا لنا ذات الإرهاب القديم، بوجه آخر لا يختلف فيه القلب الأسود لتنظيم «الإخوان»، عن الأيدي الملوثة لـ«حزب الله» ولا يختلف فيه ميليشيات التكفير والغدر المتعددة، وبأسماء متشابهة، عن الفكر الأخبث لجماعة «الحوثي». كلها.. كلها، ذيول خبيثة لرؤوسٍ أكثر خبثا.. تدير سيناريوهات الفتنة في عالمنا العربي والإسلامي ببراعة، تتخذ من طهران وعواصم إقليمية ودولية أخرى، أوكارا ومحطات لتمرير المخطط الأسفل في العصر الحديث.. وخاصة في مرحلة «الربيع العربي» المزعوم التي كان ساحة خراب وتخريب باسم الله، وباسم الدين.! لكن الواقع الآن اختلف، بعد أن أفاق الجميع.
ومثلما انهار تنظيم «الإخوان» في مصر والشرق الأوسط، وانكشفت أكذوبة «حزب الله» في لبنان، وتبدد «داعش» وسقطت جماعات التكفير والجهاد في العراق وسوريا وليبيا، ها هو التنظيم «الحوثي» في اليمن، ينتظر نفس المصير.
إنها حكمة التاريخ الذي لا يفهمه الأغبياء.