المحافظة على الإرث التاريخي والتراثي والتفاخر بهما لا يعد ظاهرة ترفيه بل هو تعزيز لأهداف سامية تكمن في التمسك بإحياء التراث القديم كأسلوب من أهم أساليب التعرف على حياة الأجداد وما أبدعوه من حرف وفنون، وهو إبداع أظنه يمثل سببا من أهم الأسباب التي أدت لانضمام واحة الأحساء لعضوية المدن الإبداعية العالمية بمنظمة اليونسكو، وهو انضمام يرسخ أسلوب المحافظة على التراث من خلال الاهتمام بسبر أغواره ومعرفة مضامينه والعودة إليه ليتعرف الجميع على ما كانت تعيشه الأحساء من حضارة وازدهار.
هذا الانضمام مرده في واقع الأمر إلى إحياء ذلك التراث المليء بالإبداع في مختلف الحرف التي عرضت أنماطها وأشكالها في المهرجان، فالأحساء بهذا تمثل أول مدينة خليجية والثالثة عربيا في مجال الاهتمام بهذا الجانب التراثي، والأحساء كما هو معروف تحتضن الكثير من الحرف اليدوية والفنون الشعبية التي ساهم المهرجان في تبيانها للأجيال الحاضرة؛ للتعرف عليها وللاسهام في تسويقها ثقافيا، ومهمة التسويق تقف على رأس اهتمامات المسؤولين عن هذا المهرجان ليتعرف رواده على أنماط الحياة القديمة في هذه الواحة.
ولا أملك في ختام هذه العجالة إلا أن أتقدم بالشكر والامتنان لأولئك المنظمين لهذا المهرجان الشعبي الهام، وأتمنى أن يستمر لسنوات طويلة قادمة فهو خير من يذكر الناشئة بأجدادهم وما تحملوه من الصعاب والعقبات وهم يزاولون تلك الحرف اليدوية التي كانت تمثل لهم مهنة للدخل.