DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الحرف والفنون الشعبية بالأحساء

الحرف والفنون الشعبية بالأحساء
عرفت محافظة الأحساء منذ أزمان سحيقة بحرف يدوية وفنون شعبية شهيرة، واندثار هذه الحرف والفنون يعد خسارة كبرى، وإزاء ذلك دشن سمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء قبل أيام مهرجان الأحساء للحرف اليدوية والفنون الشعبية في نسخته الثانية بمقر الفريج التراثي الذي تنظمه أمانة الأحساء بالتعاون مع غرفة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومن المعروف أن النسخة الأولى من هذا المهرجان حققت الكثير من أهدافها الخيرة وعلى رأسها المحافظة على تراث هذه الواحة وتعريف الأجيال الحاضرة بها.
وإحياء أشكال تلك الحرف اليدوية وأنماط الفنون الشعبية القديمة يعد مهمة وطنية حيوية، لا يمكن التغافل عن أهميتها، فمن لا قديم له لا جديد له كما يقال، وأهمية الاحتفاء تكمن في محاكاة تراث وتاريخ المحافظة العريق، وهو تراث قديم يجسد واقع الحياة طوال حقب متفاوتة لا بد من الوقوف أمامه طويلا، واستلهام العبر والدروس منه، وليس بخاف أن الأجيال الحالية قد لا تعرف الكثير من ألوان هذا التراث، فعملية الإحياء تعد طريقة مثلى لتذكير الناشئة بما خلفه الأجداد من تراث عريق لا بد من المحافظة عليه.
المحافظة على الإرث التاريخي والتراثي والتفاخر بهما لا يعد ظاهرة ترفيه بل هو تعزيز لأهداف سامية تكمن في التمسك بإحياء التراث القديم كأسلوب من أهم أساليب التعرف على حياة الأجداد وما أبدعوه من حرف وفنون، وهو إبداع أظنه يمثل سببا من أهم الأسباب التي أدت لانضمام واحة الأحساء لعضوية المدن الإبداعية العالمية بمنظمة اليونسكو، وهو انضمام يرسخ أسلوب المحافظة على التراث من خلال الاهتمام بسبر أغواره ومعرفة مضامينه والعودة إليه ليتعرف الجميع على ما كانت تعيشه الأحساء من حضارة وازدهار.
هذا الانضمام مرده في واقع الأمر إلى إحياء ذلك التراث المليء بالإبداع في مختلف الحرف التي عرضت أنماطها وأشكالها في المهرجان، فالأحساء بهذا تمثل أول مدينة خليجية والثالثة عربيا في مجال الاهتمام بهذا الجانب التراثي، والأحساء كما هو معروف تحتضن الكثير من الحرف اليدوية والفنون الشعبية التي ساهم المهرجان في تبيانها للأجيال الحاضرة؛ للتعرف عليها وللاسهام في تسويقها ثقافيا، ومهمة التسويق تقف على رأس اهتمامات المسؤولين عن هذا المهرجان ليتعرف رواده على أنماط الحياة القديمة في هذه الواحة.
ولا أملك في ختام هذه العجالة إلا أن أتقدم بالشكر والامتنان لأولئك المنظمين لهذا المهرجان الشعبي الهام، وأتمنى أن يستمر لسنوات طويلة قادمة فهو خير من يذكر الناشئة بأجدادهم وما تحملوه من الصعاب والعقبات وهم يزاولون تلك الحرف اليدوية التي كانت تمثل لهم مهنة للدخل.