وحتى اثناء موسم الحصاد في يناير لم يكن لدى اكثر من خمسة ملايين - أي مايقارب نصف تعداد السكان - ما يكفي من الطعام، ومع نفاذه خلال الأشهر القليلة المقبلة، فيما يتوقع المسؤولون الدوليون أن يتزايد هذا العدد بشكل أكبر.
ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي: كان حصاد هذا العام هو الأكثر انخفاضا على الإطلاق منذ حصول جنوب السودان على الاستقلال عام 2011، حيث لم ينتج هذا البلد سوى جزء بسيط من احتياجاته. وعلاوة على ذلك، توقفت محادثات السلام بين الفرقاء وتجاهلوا وقف إطلاق النار الى حد واسع، وهذا يعنى أن القتال قد قطع الطرق وعزل بعض المناطق عن وصول المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ.
كما اسُتهدف عمال الإغاثة من قبل القوات الحكومية والمتمردين على حد سواء ما صعب توزيع المواد الاغاثية. ويقول المحرر: حتى هنا في العاصمة جوبا تجد الكثير من العائلات انها غير قادرة على شراء الطعام من الأسواق؛ نظرا لارتفاع ثمنه بشكل حاد، وخيارات هذه العائلات تتلاشى مع انهيار قيمة العملة.
وتتدفق العائلات من جميع انحاء البلاد لعيادة الاطفال المصابين بسوء التغذية، وتضع جانبا الانقسامات التي مزقت الأمة الى أشلاء.. الأطفال ملفوفون في بطانيات وسوء التغذية يبدو واضحا في البطون المتورمة، وجلد ملتصق بالعظام الواهنة، والاجساد المغطاة بالقروح المفتوحة.. انه مشهد مؤلم.
وولد جنوب السودان، احدث دولة في العالم، نتيجة حملة دولية لإنهاء عقود من الصراع الدامي بين شمال وجنوب بلد واحد كان يعرف بالسودان، لكن بعد عامين فقط انخرطت تلك الدولة الوليدة في حرب اهلية طاحنة.