DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد الملا وسيرته الذاتية

محمد الملا وسيرته الذاتية
أكاد أزعم أن خير من يسرد سيرته الذاتية هو صاحب السيرة ذاته حيث يكون أقدر كما أظن على سبر أغوار حياته العملية وعلاقاته مع الآخرين ومع مجتمعه، وما تأثر به خلال عمله بدقة وشفافية ووضوح بعكس أولئك المنخرطين في كتابة السير الذاتية لأساطين الفكر والأدب والثقافة في عالمنا العربي أو خارجه، فهم قد يشطحون في كثير من الأحوال والحالات الى اضافات لا علاقة لها بهذه السير، وقد يخرجون بها عن مساراتها الصحيحة وهو أمر قد يكتشفه دون مشقة أو عناء من قرأ تلك السير بأقلام أصحابها ومن قرأها بأقلام غيرهم فالفارق واضح بين القراءتين.
وما أردت بهذه الديباجة العجلى الا الولوج الى التجربة الذاتية التي خاضها الأستاذ محمد عبدالله الملا في سفره الرائع «رحلتي في الحياة» وهي تجربة مليئة بصور يمكن الاستفادة منها من قبل شبابنا الواعد وهم يشقون طرائقهم نحو صناعة مستقبلهم الأفضل، فتلك السيرة الذاتية مفعمة بثقة مطلقة استطاع معها الملا أن يصل الى تحقيق طموحاته حيث عين أمينا عاما لاتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي اضافة الى تجاربة الثرة بمجلس الشورى ومحطة تلفزيون الدمام عند بداية انشائها، وهي تجارب جديرة بالتوثيق والتدوين.
هي صور تعطي مثالا صحيحا لما يجب أن تكون عليه مراحل الكفاح في الحياة للوصول الى الغايات والأهداف المرجوة بيسر وسهولة، فقد عهد في شخصية الملا المثابرة والجهد والتغلب على الفشل وعدم الشعور باليأس وحبه للاستشارة والوقوف على آراء الآخرين قبل الاقدام على أي عمل، وأظن أن هذه العوامل مجتمعة أدت الى نجاحه في مختلف الأعمال الهامة التي أسندت اليه، فقد كان يزاولها بروح عالية من المسؤولية والالتزام والحرص، وهي روح لمسها جميع من تعاونوا مع الملا في المرافق الحيوية التي عمل بها.
وبين دفتي هذا «السفر الذاتي» إن صح التشبيه نقرأ ذكريات الكاتب أثناء علاقاته بالآخرين وتعامله مع كافة الأحداث المؤثرة التي مر بها، فالنجاح في رأيه انما يستمد في أصوله من العلاقات الانسانية التي وفق الملا الى تعميقها بطريقة تمكن معها من الصمود أمام مختلف التحديات والمنغصات والصعاب التي تجاوزها، ومن ثم الوصول الى تحقيق انجازات باهرة في حياته العملية سواء فيما يتعلق بعمله الاعلامي أو ما له علاقة بمنصبه الأخير باتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي، وهي إنجازات لا بد أن تذكر ويشكر عليها.
ولعل من المناسب هنا الاشادة بالنجاح الكبير الذي حققه الملا حينما أسندت اليه مهام ادارة جهاز محطة تلفزيون الدمام، فرغم الامكانات المالية والبشرية والفنية المتواضعة وقتذاك الا أنه تمكن بجدارة من وضع بصماته الواضحة في هذا الجهاز، ونجح أيما نجاح في تقديم برامج تلفازية ناجحة نالت اعجاب وتثمين المشاهدين بالمنطقة الشرقية، وغيرها من مناطق المملكة وفي دول مجلس التعاون أيضا حيث وصل البث الى تلك الدول في البدايات الأولى لإنشاء ذلك المرفق الاعلامي الهام الذي أضاف اليه الملا الكثير من لمساته الابداعية.
وعمله في اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي طيلة ربع قرن تقريبا أكسبه خبرة واسعة في قطاع الأعمال وكون لديه كنزا ثمينا من الأصدقاء، ومازال يحتفظ بعلاقات انسانية كبيرة مع شخصيات هامة في مجتمع الأعمال بدول مجلس التعاون، وأكتفي بهذا القدر من الطرح وأنصح شبابنا الواعد بالرجوع الى نصوص هذا السفر لمعرفة الخطوات الصحيحة والسديدة لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم بطرائق صائبة وسديدة، فالكتاب يمثل في حقيقة الأمر «وصفة» هامة للولوج الى عالم النجاح وتحقيق الأمنيات التي يتوق الشباب الى تحقيقها.
أكتفي بهذا القدر من الطرح وأنصح شبابنا الواعد بالرجوع الى نصوص هذا السفر لمعرفة الخطوات الصحيحة والسديدة لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم بطرائق صائبة وسديدة