DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الانتخابات العراقية وقاسم سليماني

الانتخابات العراقية وقاسم سليماني
بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003م، وإزالة النظام السابق، دخل إلى العراق من إيران المئات من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني مدججين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والذي يعرف بفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني وقدر عدد أفراده في العام 2007م بـ18 ألف مقاتل، ومنذُ ذلك الوقت أخذ الدور الإيراني في السياسة العراقية وتشكيلة الحكم فيه يتنامى بشكل متصاعد، الحكم المبني أساساً على المحاصصة الطائفية البغيضة والتي أخذ يشكو منها المواطن العراقي، ولم يثق بها بعد ما جاءت بالفاسدين إلى سدة الحكم، لدرجة أنه لم يشارك الكثير من أفراد الشعب في الانتخابات الأخيرة، حيث ذكرت المفوضية العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت 44% وهناك من يعتقد أنها أقل من ذلك بكثير. هذه الانتخابات الأخيرة جاءت على غير هوى الرغبة الإيرانية، حيث حصد النسبة الأكبر منها تحالف (سائرون) بقيادة رجل الدين مقتدى الصدر، والمعروف بعروبته وبعدم رضاه عن تدخل السياسة الإيرانية المتزايد في العراق ورغبته في عودة العراق إلى المحيط العربي وخاصة الدول العربية المجاورة، ناهيك عن رغبته في التقارب مع تركيا كذلك.
يقول د. نبيل الحيدري في كتابه (الإمبراطورية الفارسية) ان ويكيلكس نشرت العديد من الوثائق عن دور إيران في السياسة العراقية، ودور فيلق القدس بالذات بقيادة قاسم سليماني في تدمير العراق وسرقته، فضلاً عن القتل والإبادة للآلاف من الأبرياء، وكذلك دعم الميليشيات والأحزاب الدينية، وفرق الموت، وتصفية الوطنيين في عمليات منهجية واسعة في الساحة العراقية.
تذكر الوثائق مثلاً أن خمس طالبي الفيز الإيرانيين هم من الحرس الثوري وأجهزة المخابرات الإيرانية، ودفع إيران لأكثر من مائتي مليون دولار قبيل الانتخابات لدعم الأحزاب الشيعية التابعة لها، بل في تأسيس التحالف الوطني وصناعته بشرط وقوعه بأمر الخامنئي ومسؤولية مباشرة من قاسم سليماني، وذكرت بالاسم ارتباط المسؤولين العراقيين بسليماني.
ووفق الحيدري يمثل قاسم سليماني وجه ولاية الفقيه في الخارج وأن دوره لا يقتصر على فيلق القدس في العراق بل هو المسؤول الأعلى عن ما يعرف بالحشد الشعبي والذي حصد تحالفه (الفتح) بقيادة هادي العامري مؤخراً المركز الثاني ومسؤول عن خمسين ميليشيا طائفية في العراق، كذلك لا يقتصر دور سليماني على العراق فقط وإنما هو مسؤول عن جميع الميليشيات خارج إيران في سوريا واليمن (الحوثيين) وحتى حزب الله في لبنان. وإذا استعصى الأمر في إحدى المعارك على الميليشيات التابعة له لا بد من حضوره شخصياً لقيادة هذه المعركة أو تلك، وهذا ما حصل بعد سقوط الموصل عام 2014م في أيدي داعش، وصل إلى بغداد لتجميع الميليشيات وتنظيمها وكذلك سفره إلى الشمال العراقي لإعداد الأكراد عندما كانت أربيل مهددة من قبل الدولة الإسلامية في الشام والعراق، كذلك قيادته لمعركة تحرير البو كمال في الشرق السوري من تنظيم داعش، وأخيراً حضوره بعد ساعات من انتهاء الانتخابات العراقية الأخيرة وذلك لتنظيم صفوف الأحزاب الموالية لإيران.
[email protected]