كنت كغيري من المتابعين للرياضة السعودية، مدركًا بأن معظم أنديتنا تعاني من بعض الديون. إلا أنني لم أكن اتوقع أن تصل لهذا المبلغ الضخم (مليار ريال). وقد صدمت عندما سمعت عن هذا الرقم لأول مرة أثناء حضوري دعوة وجهت لي مع عدد من الزملاء الإعلاميين للاجتماع مع معالي رئيس الهيئة المستشار تركي آل الشيخ، وتهامست مع زميل كان بجانبي «مستغربًا»، هل يعقل أن تكون أنديتنا مدانة بهذه المبالغ الضخمة!
دعوني أحسن الظن بمن تولى إدارات أنديتنا في السنوات الماضية (ما عدا إدارة واحدة يتم التحقيق معها)، ممن ساهموا في تراكم تلك الديون، وأصف ما حدث بأنه «سوء تدبير»، أو في أسوأ الظروف والأحوال «استهتار ولامبالاة»، من باب المثل الشعبي الشهير «جلد مش جلدك.. جره على الشوك وما يهمك». لكن وفي كل الأحوال، فإن ما حدث شيء مؤلم. ولولا رغبة المسؤولين وفي مقدمتهم معالي رئيس الهيئة، بطي تلك الصفحة، لأصبحنا أمام قضايا قد يطول تداولها حتى تنكشف خفاياها. ولعلنا نسأل كيف كانت تدار أنديتنا وخاصة من النواحي المالية، ومن سمح بتراكم تلك الديون، وأين كان المفتشون والمراقبون طيلة تلك السنوات، وكيف كانت تعقد الجمعيات العمومية للأندية، وتعتمد حساباتها وميزانياتها وقوائمها المالية!!؟
كنا نسير كالعميان، ولولا أننا كنا كذلك، لما تراكمت الديون سنة بعد سنة، حتى وصلت لأرقام تكفي لتشييد عشرات الملاعب والمنشآت الرياضية. لقد كانت الأرض التي تسير عليها رياضتنا «رخوة»، وكانت معرضة للانهيار في أية لحظة. ولولا ما أولاه سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان من اهتمام، ومتابعة، وكرم، وتوجيهات فورية بتحمل تلك المديونيات والتخلص من ذلك الكابوس، لربما كانت شمس الكرة السعودية، ستغيب عن المحافل الدولية لسنوات طويلة. إذ لا يمكن البناء دون أساس متين.
شكرًا باسم كل الرياضيين لسمو سيدي ولي العهد، الذي يؤمن بأن مستقبل الوطن أمانة بين أيدي شبابه المخلصين.. ولكم تحياتي.
sawalief@