وقد يكون ذلك الشكل نتيجة مخيفة لحقيقة الفقر...
وحينها تصدُق المقولة (لو كان الفقر رجلًا لقتلته)..
حينها ستجد المقصود هو فقير الضمير..
فإلى الذين باعوا العزيز.. واشتروا الرخيص.. في سوق النخاسة..
إلى الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله..
إلى كل مهدهد مفتون بين مفترق الطرق..
إلى كل مترف يعبث في ألوان الحياة ليجعلها لونا واحدا رماديا.
إليك يا فقير الضمير... أهديك دعوة خالصة أن يمحو الله فقرك ويغني ضميرك بكل حياة وحياء من الله..
فقيرُ الضميرِ... ضمير أنيس..
قريب من الضوِ بعيد عن النور.. في ليال تطولُ ببردِ الشتاءِ.. ورِقِ الكساء.. وقِلِ الحساء..
فقيرُ الضمير... ضمير فقير..
من المروءات.. من بعضِ عدلٍ.. وبعضِ الحياء..
خذوه.. ففيه ترون الحياة استواء انخفاض..
هبوط من الدُونِ لقعرِ الدناة..
وقفز من الشاهقِ الأبيضِ.. لكن.. نحو الرمادِ.. نحو السواد..
نحو ارتخاء المبادئ.. في هدأةِ الليل.. وإرخاء الستار.. على ما تبقى.. على ما تدلى.. على ما تهادى.. على كتف الحق يوم التجلي عن الكبرياء..
ليبدو ضميرا فقيرا بهيئة إِنسٍ وأُنسٍ بداخله بعض جِنٍ ومُجنٍ.. ويتقن فن الغواء
فقير الضمير... ضمير فقير.
