DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ترامب ينسحب من الاتفاق النووي الإيراني

ترامب ينسحب من الاتفاق النووي الإيراني
«الثلاثاء الأسود»‏ هكذا سميته، 9 مايو 2018 الساعة 2.00 ظهراً،.‏ يوم لن تنساه إيران، وهو التاريخ الذي اعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بشكل نهائي واعادة فرض العقوبات الشاملة على طهران. اذن هي بداية حقبة جديدة من الحزم العالمي مع ايران، فبعد مخاض طويل ومفاوضات شاقة ومتعبة استمرت اكثر من 12 عاما، خرج إلى النور هذا الاتفاق «المشوه» الذي أبرم في فيينا في يوليو 2015 بين طهران ومجموعة 5 +1 والذي بات يعرف بالخطة المشتركة الشاملة JCPOA، الذي يقضي بتخفيف العقوبات عن إيران، مقابل الحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم، دون ان يراعي الجوانب الاخرى من الازمة الايرانية، هذا الاتفاق الآن اصبح في مهب الريح ولا اعتقد ان يصمد كثيرا مع باقي الدول.
ويأتي قرار ترامب بعد فشل جهود الحلفاء الأوروبيين الثلاثة الموقعين على الاتفاق في إقناع ترامب بالبقاء في الاتفاق ومعالجة عيوبه. وتجدر الإشارة إلى أن ترامب في يونيو الماضي أعطى الاتفاق فرصة أخيرة بالموافقة على استمرار تجميد العقوبات السابقة على ان يعمل الأوروبيون الموقعون على الاتفاق على تعديله ومعالجة «الثغرات» من خلال التوصل لملحق إضافي خلال 120 يوما، أو التخلي عنه نهائيا. وملاحظات واشنطن والتي شرحتها بشكل مفصل في مقالي «ترامب يعطي فرصة أخيرة للاتفاق النووي الإيراني» تشمل «بند الغروب» (Sunset Clauses)، تغير البنود التي تمنع إيران من تخصيب اليورانيوم من مدة عشر سنوات لتكون بشكل دائم. الملاحظة الثانية، آلية المراقبة والتفتيش، تعديلها ليسمح بدخول المفتشين الدوليين لكل المواقع دون التمييز بين المواقع العسكرية وغير العسكرية. الملاحظة الثالثة، هي البرنامج الباليستي، تريد واشنطن الربط بين «برنامجي الأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى ليجعل إجراء طهران لاختبارات صواريخ سببا في فرض» عقوبات صارمة عليها. الملاحظة الرابعة، اعادة النظر في نوعية العقوبات التي تفرض على ايران في حال انتهاكها الاتفاقية. الملاحظة الخامسة، هي انشطة ايران غير النووية وان الاتفاق تجاهل سلوك ايران المؤذي في المنطقة. وبالتالي يجب معالجتها من خلال تسوية الازمة الايرانية بشكل شمولي.
انسحاب واشنطن من الاتفاق يعني مزيدا من عزل ايران سياسيا بشكل كامل، كما انه من المتوقع أن تقنع واشنطن حلفاءها الاوروبيين بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية المعلقة حاليا بحق إيران، ما سوف ينعكس على اقتصاد البلاد بشكل كبير جدا. لو عدنا الى العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على ايران قبل ابرام الاتفاقية، لوجدنا انها كانت قاسية جدا وخاصة العقوبات التي كانت مفروضة على القطاع النفطي. حيث كانت تقدر خسائر ايران جراء الحصار المفروض على صادراتها النفطية بنحو 40-50 بليون دولار سنويا. إضافة الى ذلك تراجع أكثر بل وانهيار أكثر للعملة الإيرانية (الريال الإيراني) مقابل الدولار. فمن 10 آلاف ريال للدولار في عام 2010 الى 50 ألف ريال للدولار عام 2018. فعلى مدى 7 سنوات تراجع بنسبة 500%، ومع عودة العقوبات سوف ينهار أكثر وأكثر. كذلك ارتفاع نسبة التضخم والبطالة والتي هي أصلا في ارتفاع ولم تتم معالجتها.
من المسؤول عن وصول الوضع الى هذه المرحلة؟. بكل بساطة ايران لو انها تعاملت كدولة واستغلت الفرصة التي أعطيت لها وحاولت كسب ثقة المجتمع الدولي بدلا من اثارة القلاقل والصراعات، وحاولت تحسين اقتصادها والاستثمار في المجتمع بدلا من انفاق الاموال في صراعات المنطقة لتعاون العالم كله في سبيل حل الازمة النووية بشكل لا يضر بإيران ولا بشعبه ومجتمعه. بصدق واكررها للمرة المليون لا نريد دولة فاشلة اخرى بالمنطقة نريد من ايران فقط ان تغير من سلوكها وتتعامل كدولة تلتزم بمبادئ حسن الجوار والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية.
بكل بساطة إيران لو أنها تعاملت كدولة واستغلت الفرصة التي أعطيت لها وحاولت كسب ثقة المجتمع الدولي بدلا من إثارة القلاقل والصراعات لتعاون العالم كله في سبيل حل الأزمة النووية بشكل لا يضر بإيران ولا بشعبه ومجتمعه.
[email protected]