DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

صيامنا بين الغاية والوسيلة

صيامنا بين الغاية والوسيلة
نحن على مقربة من شهر رمضان المبارك -بلغنا الله إياه، وبارك لنا فيه - فكيف نهيئ أنفسنا له؟
إن أهم جانب في هذه التهيئة أن نعي فريضة الصيام غاية ووسيلة، كما بينها الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون» البقرة: 183.
إذن الغاية الكبيرة من الصوم.. هي التقوى، والوقاية التي تعني حفظ الشّيء ممّا يؤذيه ويضرّه في دينه ودنياه، وفي علاقته بنفسه وبالآخرين.
ويبين رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أن تحقيق هذه الغاية هو ما يجعل صيامنا حقيقيا، فيقول: (ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم)‌ رواه الحاكم.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري
ونتساءل كيف نحقق هذه الغاية من خلال وسيلة الصيام؟
في الصيام يمارس المسلم ضبط ذاته، من خلال الامتناع الإرادي عن الطعام والشراب والجماع عدداً من الساعات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، وهذا يؤهله إلى الامتناع عن المحرمات، فيصوم بصره وسمعه وسائر جوارحه عن المحرمات.
وليس الألم أو المشقة أو الحرمان هو المقصد من الصيام، و إنما هو نوع من التدريب الذاتي على الإرادة لتكون أقدر على السيطرة على جموح الغرائز أو طيش الغضب.
الوعي بغاية الصيام يساعدنا على ألا يكون مجرد إمساك عن الطعام والشراب؛ وإنما تحرير للإرادة الإنسانية من عبودية الشهوات.
ولذلك كان عنصر النية هو الفارق بين عبادة الصيام ومسلك الامتناع عن الطعام، والنية هي القصد الواعي لصوم رمضان لله تعالى، ويجب استحضار هذه النية في أول ليلة من رمضان كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له» وفي رواية: «من لم يُجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له» أخرجه النسائي.
وتكفي نية واحدة لجميع الشهر إذا نوى صوم جميعه وهذا قول الإمامين مالك وأحمد، ولكن يستحب تجديدها كل ليلة.
والحق أن امتناعك عن إشباع شهوة مباحة من شهواتك لله تعالى أمر يقدره الله تعالى كما جاء في الحديث القدسي: «يترك طعامه وشرابه من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها» رواه للبخاري؛ ولذلك فإن الله يضاعف أجره أضعافاً كثيرة بغير حصر عدد.
وهذا من معاني الإيمان والاحتساب للأجر في قوله - صلى الله عليه وسلم --: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري ومسلم.
وإذا تركت طعامك وشرابك وشهوتك من أجل ربك فمن الأولى أن تترك ما حرمه الله تعالى من النظر إلى المحرمات أو أكل لحوم الناس بالغيبة أو أكل أموالهم بالباطل.
ها هي فرصتنا قادمة لتجديد حياتنا والتخلص من رواسب الوهن والعادات السلبية التي تسربت إلى سلوكنا، في شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين، فاللهم أهلّ علينا هذا الشهر بالأمن والإيمان والسلامة والتوفيق لما تحب وترضى.
الغاية الكبيرة من الصوم.. هي التقوى، والوقاية التي تعني حفظ الشّيء ممّا يؤذيه ويضرّه في دينه ودنياه، وفي علاقته بنفسه وبالآخرين.
[email protected]