DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جودة الحياة وفرصة اكتساح المستقبل

جودة الحياة وفرصة اكتساح المستقبل
رؤية السعودية 2030 ليست مجرد رؤية تنموية ونهضوية، وإنما منظومة حياة، تستوعب كثيرا من البرامج التي تؤسس لواقع جديد يواكب تطورات المستقبل وما يلبي تطلعاتنا، ويصل بنا إلى أعلى سقف طموحاتنا لأجيال اليوم والغد معا، بحيث تتعدد خيارات الأجيال المقبلة وتجد وطنا أكثر رفاهية وتطورا وقدرة على النمو، وحفاظا على مكتسباته التي يرثها عبر الزمن بعد أن يتم وضع القواعد الفكرية والتنفيذية لها على نحو ما يتم الآن.
رؤية 2030 تتضمن العديد من البرامج التي تستهدف مزيدا من الأداء والكفاءة الإنتاجية، وكان أولها برنامج التحول الوطني 2020 الذي نعمل من خلاله على تعظيم المحتوى المحلي، والتحول إلى كفاية إنتاحية تستفيد من كل قدرات أبناء الوطن وتستوعبها في الأطر المتعددة لأعمال التصنيع والإنتاج المستدام، والآن أطلق مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (برنامج جودة الحياة 2020) الذي يستكمل البرامج التنفيذية الداعمة لتحقيق محاور الرؤية.
يرتبط برنامج جودة الحياة بأول محاور الرؤية الوطنية (مجتمع حيوي) حيث يعمل على تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، ودعم واستحداث خيارات جديدة تعزز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والأنماط الأخرى الملائمة التي تسهم في تعزيز جودة الحياة، وخلق الوظائف، وتعزيز الفرص الاستثمارية وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية.
كل تلك المنظومة تضاعف مسؤوليتنا الوطنية والتنموية بأن نرتقي أكثر بقدراتنا، ونتجه إلى سياقات تفكر وتبدع وتعمل وتبتكر، وتبدأ بتطوير الذات، إذ بدون رؤية ذاتية لما ينبغي أن يتحول إليه الفرد منّا في قدراته ورؤيته فإنه لن يواكب متطلبات مثل هذه البرامج؛ لأنها تحتاج لاستيعاب فكري، يحفز الفرد لأن يبادر ويكتشف؛ حتى يسهم بوعي أكبر في تنمية وتطوير قدرات بلادنا الغالية، لذلك نحتاج بالفعل إلى مواكبة أكثر فهما لضروريات التنمية الشاملة والمستدامة.
الخطوط التنظيمية لبرامج الرؤية ليست مجرد طموحات وطنية، وإنما هي في صميمها أدوار وطنية ينبغي أن نعيها ونعمل لأجلها بعزيمة وإرادة، فالكوريون واليابانيون بعد حروب طاحنة بدأوا من الصفر، وأنجزوا نهضة ماثلة كنموذج ملهم، فيما لا نبدأ من الصفر وإنما لدينا فرصة لأن ننطلق من حيث يتوقف الآخرون حاليا، اعتمادا على مقومات ضخمة وقوية، والرؤية هي خريطة الطريق التي تمضي بنا إلى ما يمكن أن يتجاوز غيرنا بقوة الإرادة والعزيمة.
[email protected]