DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

درس كوريا الشمالية.. هل تتعلم إيران

درس كوريا الشمالية.. هل تتعلم إيران
في التاريخ المعاصر، لدينا نموذجان غاية في التطرف والعناد، كوريا الشمالية، وجمهورية العمائم في طهران، يجمعهما أنهما تأسستا على أيديولوجية التسلط، صحيح أن الفارق الزمني بين نشأتيهما كان قرابة ثلاثة عقود، لكن كان الدرس الراهن أن الأولى استوعبت المتغيرات الدولية ورمى رئيسها كيم جونج أون عصا العنجهية وعبر إلى منطقة محايدة مع جارته الجنوبية معلنا نهاية حقبة الطيش والمشاكسة وتخليه عن خياراته النووية التي طالما هدد بها، والعودة إلى السلوك المتوافق مع العصر، والعيش بسلام، فيما لا تزال الثانية (إيران) تتصرف بذات منطق «الخميني» المؤسس لكوريا الشمالية (1948) كيم إيل سونج، وبذات المناطحة والتهديد للجيران الإقليميين وللعالم.
ما مارسه نظام كوريا الشمالية طيلة قرابة 70 عاماً، من مفاخرة بالديكتاتورية المفرطة والقمع الداخلي والتجويع المتعمد، وبهدر 70% من موارد شعبه على التجارب النووية وأسلحة الدمار الشامل، ومن تهريب الأسلحة والعبث بأمن الجيران الإقليميين، والتهرب من أي التزام دولي أو أخلاقي بعدم التدخل في شؤون الآخرين، والإصرار على البقاء كبؤرة توتر لا نهاية لها، هو نفسه ما تمارسه جمهورية العمائم في طهران منذ قيامها واعتماد مفهوم تصدير الثورة «الإسلامية» على أجنحة وميليشيات طائفية تثير العداء والفتن وتزعزع الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى الملف النووي المثير للقلق والجدل معاً.
النظامان اعتمدا سياسة «الموت لأمريكا» لدغدغة مشاعر ساذجة، وانتهجا عداءً أيديولوجياً للجيران وللعالم ضمن أوهام قوة مزعومة لا تتقن سوى صناعة الخصوم والأعداء، في الداخل وفي الخارج، متناسين أن عالم اليوم مختلف تماماً، وأن «العمائم» كما الرؤوس المشغولة بأغرب قصات الشعر، لا تجيد فنون بناء الدول وصناعة الاستقرار والطمأنينة.
وإذا كانت المعجزة قد حدثت بمثل هذه الانفراجة الدراماتيكية على الساحة الكورية، بإعلان نهاية حقبة التمرد على السياسة الدولية، فهل يمكن انتظار انفراجات مماثلة في مناطق أخرى بالعالم، ومنها ما يتعلق بنشاط إيران كدولة مارقة.؟
ببعض التفاؤل.. ربما يحدث ذلك، ولكن فقط عندما تدرك عصابة «العمائم» في طهران أنها محكومة بأحد خيارين: إما استمرار العداء والعناد وتمويل الإرهاب وتسليح ميليشياتها وأذرعتها الطائفية والعسكرية، أو القبول بمنطق العصر والتناغم مع أبجدياته السلمية والمسالمة، وفي الحالين لن يصمدوا طويلاً.. لأن السلام ضد أبجديات نشوء هذه السلطة في قم أساساً، ومجرد القبول به يعني انتهاء إحدى مسببات وجودها.
المسألة إذاً مسألة وقت، ينتصر فيها من يمتلك الحنكة والصبر، وبانتظار «مهدي منتظر» آخر لا يهم أن يكون اسمه كيم جونغ أون أو غيره، إيراني شجاع يستطيع تغيير المعادلة قبل فوات الأوان.!