ومن تلك العواصم مع الزيارة الكبيرة لسمو ولي العهد، تهبط في الدمام، ما هذه الانسيابية في الشوارع، هل حقًا أن هذه المنطقة سوف تستقبل غدًا نحو 20 ملكًا ورئيس دولة ومسؤولًا وزعيمًا عربيًا، نعم هي الشرقية، المنطقة الناجحة دومًا، الانسيابية، كما هي انسيابية موكب سمو أمير المنطقة، وسمو النائب يوميًّا، لا زحمة، لا شيء.
صباح مبكّر ليوم القمة.. دخلتُ مع الزملاء لمقر المؤتمر، بنجاح وانسيابية لا أجدها في محافل خارجية أخرى، انضباط في القاعة، ونجاح يحققه الوطن بنجاح القمة، في موقع لا يبعُد أكثر من كيلو متر من أول بئر نفطية، نعتنا فيه بعض من العرب المزايدين والمرجفين، بأننا وبأول بئر بِعنا القضية الفلسطينية، بينما حلّت القدس في أول اهتمام الملك سلمان، والقمة في هذه الدورة.
ليس هذا فقط ما كنتُ أريد قوله، ففي وسط مشهد أحداث القمة، قام أميران من بين الحضور، ومشيَا معًا خارج القاعة، كانا أمير المنطقة وسمو النائب، اللذين كانا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، يعيشان لحظة الاستقبال والاستعداد للزعماء العرب، ها هما يخرجان لمتابعة ترتيبات أخرى.
أعود إلى إثنينية أمير المنطقة، بحضور سمو النائب، فقد كانت غير اعتيادية.. كانت ليلة وفاء لتكريم مَن بيّضوا «وجيهنا» أمام العالم، كانت حقًا ليلة وفاء في البيت الكبير، ولا غرابة.. فهو بيت لكل مظلوم عاجز محتاج، بيت لكل مواطن، بيت لنقل «الرؤية» نحو مملكة جديدة، تعمل وتجاهد وتحارب، كل يوم إنجاز، وفِي كل يوم انفتاح، لم نعُد نخشى أن يناقش الآخرون عيوبنا، وتشوّهاتنا الاجتماعية والاقتصادية، لقد جاءت السعودية الجديدة حاضنة لكل بيت، ولكل جيل ومنجز، إنها القيادة.
لم تكن إثنينية اعتيادية، بل استثنائية، في بيت الإمارة الكبير، وَهذَا ما عبَّر عنه سمو أمير المنطقة حين قال: «أقل ما يجب علينا أنا وسمو النائب أن نقول: عملتم فكفيتم ووفّيتم، ولكم منا عظيم الشكر والامتنان، وهذا سيُسجّل لكم في هذه المنطقة بأحرفٍ من الذهب».