هذا الغرض يكون في الغالب، حسب بعض الدراسات الإدارية، بحثًا عن رشوة، أو ممارسة للابتزاز الأخلاقي، أو تآمرًا مع خصم في المعاملة ذاتها، أو لمجرد النكاية فقط بصاحب المعاملة لمواقف أو خلفيات شخصية وانتقامية.
المشكلة مع الموظفين الصغار، بعكس الموظفين الكبار، أنه لكثرتهم وتعدد مواقعهم الوظيفية، تصعب مراقبتهم والحد من تصرفاتهم وفسادهم الإداري. أنت يمكن أن تحصر وتراقب ألفًا أو خمسة آلاف من الموظفين الكبار وتراقبهم وتحاسبهم، لكنك لن تستطيع أن تحصر وتراقب وتحاسب مئات الآلاف أو الملايين من الموظفين الصغار الذين ينتشرون عبر دوائر الحكومة ويتوزعون في مناطق قريبة وبعيدة عن المركز.
لذلك لجأت بعض الدول، فيما يخص فساد صغار الموظفين، إلى حل أثبت نجاحه بشكل كبير وهو أن تنشئ جهازًا حكوميًا مركزيًا لتلقي شكاوى المواطنين من أداء وتصرفات الموظفين الصغار والتحقيق فيها واتخاذ إجراءات بحق الموظف المستهتر أو المستغل لوظيفته بشكل جاد ومستمر.
ومع ذلك لم تقض هذه الدول على الفساد الإداري والمالي، لدى المستوى الوظيفي المتوسط والأدنى، قضاءً كاملًا لكنها حدت منه بشكل كبير، فالموظف الصغير يجد دائمًا طريقًا يهرب منها إلى سوء الأداء وتحقيق أغراضه الفاسدة.
ma_alosaimi@