DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سباق المائدة

سباق المائدة
حالة من الاستنفار والتردد الهائل والغريب على الأسواق لشراء كميات مهولة وأصناف متعددة من المواد الغذائية والأواني والأجهزة المنزلية قبل حلول شهر رمضان الكريم، إذ تنتعش المحلات بالزبائن وكذلك يزداد الإقبال والطلب على الأسر المنتجة للتعاقد معهم خلال ذلك الشهر، مما يجعلنا نتساءل هل هو سباق للأجر أم لأفضل مائدة !.
نستقبل بعد أسابيع قليلة ثلاثين يوما نحاول من خلالها تقصير المسافة بين خُطانا المشتاقة والجنة المرجوة ونسعى لتوفير سبل الطاعة والمثول لله في أجواء روحانية تشع بأنوار الإيمان وتتزين بترتيل القرآن الكريم وتدبره، ولكن البعض نسي الغرض الأساسي من هذا الشهر وانشغل بأمور دنيوية، وجعله مجرد مرتع لتخزين الأطعمة وتنوعها والتفاخر بتلك الموائد الممتدة التي تحمل ما لذ وطاب مما يجعل للمبالغات والإسراف نصيب الأسد من هذا الشهر، فنجد البعض يخصص ميزانية كبيرة لمائدة الإفطار بدلا من أن يخصص وقتا مضاعفا للتقرب إلى الله، ليظهر للعيان المشهد السنوي المتمثل في أعلى درجات الإسراف وسوء ترشيد الاستهلاك حتى وإن كانت الأسرة ذات دخل محدود تجدها تزاحم البقية في سباق المائدة نتيجة غياب الثقافة الاستهلاكية لدى الكثير.
من المؤسف أن هذه الظاهرة تتفاقم في الشهر الذي نحاول جاهدين فيه أن نحجب أنفسنا عن كل ما يغضب الله أو يعصي أمره، فقد أمرنا الدين الحنيف بالتوسط والاعتدال، وما يبرهن ذلك هو قوله تعالى في كتابه العزيز «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» فهل قرأ أصحاب الموائد هذه الآية وتدبروها قبل أن يهرعوا إلى الأسواق؟!. ولماذا جعل البعض تلك الموائد من أهم سمات ذلك الشهر الفضيل؟. إننا وبكل أسف نقف أمام ظواهر سلبية تفتك بالمغزى الرئيسي لركن الإسلام الرابع وتحرفنا عن الهدف الإلهي منه. ولو نظرنا لذلك الأمر من منظور آخر لوجدنا أن البعض يُدخِل نفسه في متاهات مالية ويتكبد مصاريف إضافية تفوق ما ينفقه في الأشهر الأخرى.
إن هذا السلوك يحتاج إلى مراجعة وتقويم لأنه لا يتماشى مع جلالة هذا الشهر وقد يترتب على هذا السفه الاستهلاكي إضرار ديني ومالي إذا استمر هذا العبث الفاحش بالنعمة، فمن المفترض أن يقل الاستهلاك بحكم أننا لا نتناول في رمضان سوى وجبتين بعكس الأشهر الأخرى، ولنجعل تعاليم ديننا الإسلامي نُصب أعيننا وليترك البعض محاكاة الآخرين حتى لا يتحول الشهر إلى شهر المعدة والمائدة لا الأجر والمغفرة.
11Labanda@