من المؤسف أن هذه الظاهرة تتفاقم في الشهر الذي نحاول جاهدين فيه أن نحجب أنفسنا عن كل ما يغضب الله أو يعصي أمره، فقد أمرنا الدين الحنيف بالتوسط والاعتدال، وما يبرهن ذلك هو قوله تعالى في كتابه العزيز «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» فهل قرأ أصحاب الموائد هذه الآية وتدبروها قبل أن يهرعوا إلى الأسواق؟!. ولماذا جعل البعض تلك الموائد من أهم سمات ذلك الشهر الفضيل؟. إننا وبكل أسف نقف أمام ظواهر سلبية تفتك بالمغزى الرئيسي لركن الإسلام الرابع وتحرفنا عن الهدف الإلهي منه. ولو نظرنا لذلك الأمر من منظور آخر لوجدنا أن البعض يُدخِل نفسه في متاهات مالية ويتكبد مصاريف إضافية تفوق ما ينفقه في الأشهر الأخرى.
إن هذا السلوك يحتاج إلى مراجعة وتقويم لأنه لا يتماشى مع جلالة هذا الشهر وقد يترتب على هذا السفه الاستهلاكي إضرار ديني ومالي إذا استمر هذا العبث الفاحش بالنعمة، فمن المفترض أن يقل الاستهلاك بحكم أننا لا نتناول في رمضان سوى وجبتين بعكس الأشهر الأخرى، ولنجعل تعاليم ديننا الإسلامي نُصب أعيننا وليترك البعض محاكاة الآخرين حتى لا يتحول الشهر إلى شهر المعدة والمائدة لا الأجر والمغفرة.
11Labanda@