وأما السبب وراء اختيار والاهتمام بفكرة «يوم للأرض»، فهو انسكاب كميات كبيرة ولعدة أميال من النفط في المحيط الهادي عام 1969م. فقام السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون بتمرير قانون يخصص يوما لها. وقد بدأ رسميا عن طريق هيئة الأمم المتحدة في عام 1972م. وما تصبو إليه الأمم المتحدة من ذلك اليوم هو في قولها: «نحن في حاجة إلى تمكين كل فرد من خلال المعرفة بما يلهم العمل في الدفاع عن الحماية البيئية». ولذلك جاء التعبير المنتشر في كثير من دول العالم «أمنا الأرض». وقد قيل: الإنسان عدو ما يجهل ! فالمعرفة والتوعية تبين لك أن المسؤولية تقع أيضا على الأفراد فضلا عن الدول، فهم المستفيدون من الأرض في نهاية المطاف.
السؤال المهم، ما هي الأمور العملية التي لا بد أن نقوم بها لنكون أكثر مساهمة في الحل الحضاري البيئي، بالإضافة لكونها مندوحة في ديننا الحنيف الذي نهى عن الإسراف بأنواعه المختلفة.
ابتداء من المنزل حيث المسؤولية تقع علينا بعدم هدر الطاقة بترك الإضاءة والتكييف يعملان على مدار الساعة في الغرف غير الشاغرة وتعليم الأطفال وتعويدهم على ذلك. والأمر الآخر الانتباه للكميات المهدرة من الماء والطعام والإسراف غير المبرر وغير المعقول. وحتى مع هذه الأوضاع الاقتصادية الحالية ما زلنا نرى صورا ومقاطع فيديو للإسراف والبذخ منتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي للأسف مشاهد مؤلمة لضياع موارد الأرض هباء منثورا.
ولا بد من التروي في النهم الاستهلاكي لكل جديد سواء كانت لنا حاجة أم لا. يقول الملياردير الأمريكي وارن بافيت: «لا تشتر ما لا تحتاجه، سيأتي يوم وتضطر فيه لبيع ما تحتاجه».
ومن الأمور المهمة استخدام الأجهزة الأكثر كفاءة والإضاءة الأقل استهلاكا للطاقة، ومثال ذلك استبدال الإضاءة (المصابيح التقليدية) بنوع ((LEDعلى سبيل المثال خصوصا لتلك البيوت والمحلات والأسواق المولعة بكثرة الإضاءة!. بالإضافة إلى استخدام الطاقة الشمسية أينما أمكن.
وأما بالنسبة للمنظمين للأيام العالمية، فهناك اقتراح وهو دمج «يوم الأرض» و«ساعة الأرض» وكذلك «يوم البيئة العالمي»، فقد كثرت الأيام العالمية والهدف واحد. وكما قيل: تكاثرت الظباء على خراش، فما يدري خراش ما يصيد !.
لعل هناك عدة دوافع تجعلنا نهتم بالأرض والبيئة منها الدينية والوطنية والاقتصادية والمستفيد في نهاية الأمر نحن و(منا الأرض).
abdullaghannam@