تصفحت المسح لأكثر من مرة ولفت انتباهي العديد من التساؤلات عن أرقام غريبة جدا شملها المسح، وكوجهة نظر شخصية أتوقع وجود أخطاء فيه ومن المهم أن يتم توضيحها، فعلى سبيل المثال من الأرقام الملفتة في أحد الجداول كان متوسط أجر المشتغلين السعوديين في «قطاع الصناعة للمنشآت متناهية الصغر والتي لا يتجاوز عدد موظفيها 5 موظفين»، حيث أشارت النشرة إلى أن متوسط أجورهم يبلغ «24,224 ريالًا»، وهذا الرقم يعتبر مبالغًا فيه بشكل كبير خاصة مع التغيرات الاقتصادية التي مر بها سوق العمل السعودي في عام 2017م، ومن الأرقام الأخرى الملفتة في المسح كان إجمالي المشتغلين في نشاط «الفنون والترفيه والتسلية» بالمنشآت الكبيرة التي يتجاوز عدد موظفيها «250 موظفًا»، حيث أشارت النشرة إلى أنه لا يوجد أي مشتغلين سعوديين وغير سعوديين في هذا الحجم من المنشآت في نفس القطاع، بالمقابل أشارت الهيئة في أحد الجداول إلى أن متوسط أجور المشتغلين السعوديين فيه «4,780 ريالًا» وغير سعوديين «1,770 ريالًا».
مثل هذه التساؤلات ستتكرر في أي نشرة أو مسح يتم الإعلان عنه، وكوجهة نظر شخصية أراها من الجانب الإيجابي؛ كونها ستساعد الهيئة في نشر ثقافة العمل الإحصائي للمجتمع بالإضافة لإيجابيتها في تطوير النشرات والمسوح المستقبلية للهيئة، وما أتمناه أن تقوم الهيئة بجمع التساؤلات الموجهة لها بعد كل نشرة أو مسح، والعمل على توضيحها في الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة مما سينعكس على تحقيق أهداف المنتجات الإحصائية بشكل أكبر.
كلما كانت لدينا إحصاءات دقيقة وتفصيلية للوقت السابق والحالي فإننا سنسهل من تجاوز أو تحسين مؤشرات أداء أي مشكلة اقتصادية أو اجتماعية، وستكون الصورة أوضح للمختصين عند وضع خطط وحلول فعالة لتلك المشكلة، وكلما كانت تلك الأرقام والإحصاءات مدققة ومحدثة فهذا يعني مرونة التنبؤ بالوضع الاقتصادي في المستقبل لتحقيق تطور مستدام من خلال الإصلاحات التي سيتم تطبيقها، وأنا لا أقصد التقليل من الجهود المميزة التي تقوم عليها الهيئة، ولكن أتمنى أن تكون للهيئة جلسات مفتوحة مع المختصين في المناطق الرئيسية للمملكة مع كل مسح أو نشرة وتقرير يتم إصداره، وعدم قصر ذلك على المركزية في العاصمة «الرياض»، وبذلك سيكون للهيئة شركاء لتطوير مخرجاتهم مستقبلًا.
ختامًا: لا يسعني إلا أن أشكر القائمين على الهيئة لجهودهم المبذولة والواضحة للجميع، وأطمح منهم المزيد خاصة في عملية التواصل مع المختصين بعد الإعلان عن المنتجات والإحصاءات الحديثة على مستوى المناطق الرئيسية وعدم قصر ذلك على المركزية في العاصمة فقط.
Khaled_Bn_Moh@