من أجل ذلك نحتاج أن نملك أولاً التفكير الناقد، بألا نصدق ونمرر كل ما يأتينا، فشعارات مثل «الأول على العالم»، «الاكتشاف الذي سيغير وجه التاريخ»، مع الإجابة عن سؤالين مهمين بالنسبة للجوائز: بماذا تحقق الإنجاز؟ ومن الجهة التي قيّمت ومنحت؟.
فإذا كانت الأمور سليمة، يجب أن نفرح وندعم، بل ونحاسب من يشكك ويحطم.
أما إن لم تكن الأمور كذلك بأن كانت الجهة التي منحت الإنجاز جهة غير معروفة، وما أكثر الجهات غير المعروفة اليوم، أو رأينا أن الإنجاز يحتاج إلى إنجازات أخرى، من خلال نوعية التكريم أو المركز الذي تحقق، فهنا لا بد أن نتوقف فنشكر ثم نوجه إلى المسار الحقيقي للتميز. طبعاً إن لم يكن هناك تلاعب مقصود.
المبالغة في كل شيء خطيرة وضررها أكبر من نفعها، وفي مجال جوائز التميز قد تكون وسيلة للتساهل والتراخي، بأن يظن المميز أنه قد وصل وهو لم يصل، بل وقد تتطور به الحال إلى الإحباط والظن بأن الناصحين الصادقين هم من أعداء النجاح، وأن المجتمع الذي لم يقدر إنجازه غير المكتمل يعاني أمراضا تمنعه من تقدير المبدعين.
بالإضافة إلى أن في المبالغة عبثا بسمعة الوطن، واستغلالا من جهات تبحث عن الأموال والظهور على حساب طموحات وطننا ومميزينا، ولذلك لابد من استشعار الخطورة.
لقد قالوا: حب الظهور يقصم الظهور. وقالوا: احثوا في وجوه المداحين التراب. وقالوا: من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه. وقال الفاروق رضي الله عنه: لست بالخب ولا الخب يخدعني.
shlash2020 @