المعنى من ذلك واضح جداً فهم يلفون ويدورون حول أنفسهم بعد أن وضعت المملكة القدس على رأس اهتماماتها خلافًا لما روجوا ويروجون له منذ أشهر. كل شيء لدى هؤلاء جائز حتى تواري وإهمال قضية القدس وحقوق الفلسطينيين مقابل أن ينصروا النظام السورى الباغي الذي يقتل شعبه ويوالي نظام الملالي في طهران. التحزب الضيق والمصالح الذاتية والفئوية تغلب على تفسيراتهم وتحليلاتهم وما يرونه أو لا يرونه في صالح الأمن القومي العربي.
فيما سبق لم يكفوا عن صراخهم بأن المملكة وبعض الدول العربية تُضيع القدس وفلسطين. وحين تسمى قمة عربية بقمة القدس، وتحظى بنصف بنود بيانها الختامي، يصرخون بأن المملكة وبعض الدول العربية تُضيع سوريا. هم لا تعنيهم فلسطين ولا القدس ولا سوريا. كل ما يعنيهم أن يظلوا رسلًا مخلصين للأجندات الإقليمية والدولية التي تتربص بكل اجتماع وإجماع واتفاق عربي. هذه هي الوظيفة التي يقبضون رواتبهم منها ويتعيشون على موائدها. ولذلك مهما فعلت المملكة، ومهما فعل كل الجادين والمخلصين العرب، فلن يكون هناك كبير فرق لدى هؤلاء المرتزقة؛ لأنهم مثل لاعبي السيرك يقفزون من حبل إلى حبل لتسلية جماهيرهم المخدوعة بخفتهم وسحرهم.
ma_alosaimi@