قلت: هل هو يعاملك بشكل جيد أم لا؟ قالت: نعم هو في المعاملة ممتاز، قلت: وهل قصر في حقوقك المالية أو مصاريف البيت؟ قالت: لا أبدا وهو كريم، قلت إذن لا تفتعلي المشاكل أو تتخيلي مشكلة لا وجود لها، قالت: لا أعرف لماذا إحساسي يقول لي فيه شيء، قلت: مهما كان إحساسك يوسوس لك فأنت صدقي ما تراه عينك لا ما تشعرين به، فالشيطان يحرك الأحاسيس ليفسد علاقتكما مع بعض، فاحمدي الله على هذا الزوج الذي كان واضحا معك من أول يوم ولم يقصر في حقك، ففي هذه الأيام مثل هذه الصفات قليلة، فليس كل تجمع شبابي أو سهرة شبابية يعنى هذا أنهم سيئون،
ثم إن الشباب الذين لديهم ماض سيئ ينقسمون لثلاثة أقسام، الأول من له ماض سيئ ويستمر فيه بعد الزواج، والثاني من له ماض سيئ ولكنه يتوقف بعد الزواج ويستقيم حاله، والثالث من لديه ماض سيئ ولكنه يخفف بعد الزواج، وفي كل الأحوال هي مرحلة في العمر يمر بها الشاب وعلينا نحن أن نساعده في تجاوزها والتخلص منها، أما الشباب الذين ليس لديهم ماض سيئ فهم قلة بشكل عام، ولا بد أن نفرق بين زوج ساتر على نفسه الخطأ الذي يرتبكه وزوج مجاهر معاند بما يفعل، ولا أظن زوجك من هذه الأصناف
قالت: الحمد لله، قلت: أمسكى زوجك واحرصي عليه فقد كنا سابقا نقول: إن من أسباب عزوف الشباب عن الزواج غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج، ولكن الآن وبعد انتشار الشبكات الاجتماعية وزيادة الحريات صارت هناك أسباب أخرى تساهم في عزوف الشباب عن الزواج، مثل الدخول في علاقة عاطفية مؤلمة سابقة أو وجود خلافات بين الوالدين، أو إشباع ما في النفس من العلاقة مع الجنس الآخر من خلال الفيديوات والشبكات الاجتماعية، أو انتشار المشاهير وعمليات التجميل تجعل المقبل على الزواج يتخيل شريك العمر وكأنه سيأتي من كوكب آخر، كما أن حب الشباب للرفاهية والحرية وكثرة الأسفار والتوجه للدول الأجنبية فيكون مجال الاختيار أكبر وأكثر وتقليد الغرب في عدم إعطاء الزواج أهمية فكل ذلك يسبب العزوف، فأنت على خير كبير فقالت: شكرا لك ريحتني.
drjasem@