ونظرة فاحصة لعناوين المهرجان المقبل تضعنا أمام اهتمام النادي بالثقافة والمثقفين في واحة الأحساء، فاهتمام المهرجان سوف ينصب حول التنشئة الأدبية والتعرف على الأبعاد الثقافية والوطنية، وهو موضوع حيوي للأخذ بيد الناشئة وتعريفهم بالطرائق المعرفية لتحقيق طموحاتهم وغاياتهم، كما أن المهرجان في نسخته الخامسة سوف يسلط الأضواء عبر جلساته العلمية وعروضاته المسرحية على أدب الطفل وتعزيز الالتزام بالقيم الفكرية والتربوية، وهذا جانب مهم أيضا من جوانب التنوير التي يرسمها النادي لفلذات الأكباد.
جانب حيوي آخر سوف يطرح في تلك النسخة الطموحة يتمحور حول الدراسات النقدية الحديثة في ظل العالم الافتراضي والتطور التقني والاختيارات الأدبية في مناهج التعليم، وهو جانب يمثل أهمية السياسة التربوية والتعليمية المنتهجة بالمملكة لاستشراف رؤيتها المستقبلية 2030، وهذا يعني فيما يعنيه أن المهرجان القادم يركز على سلسلة من المحاور الرئيسية للثقافة التي يجب أن يلم بها الناشئة ويستوعبوا مساراتها المختلفة تحقيقا لتطلعاتهم، وهذا ما ينشده النادي سواء في مهرجاناته السابقة أو من خلال فعاليات مهرجانه المرتقب.
تلك المحاور لها أهميتها الخاصة لا سيما في توجيه الناشئة ورعايتهم وصقل مواهبهم وهي مهمة دأب النادي على ممارستها منذ افتتاحه، وتلك مهمة حيوية لها مدلولاتها الكبرى لخدمة الثقافة والمثقفين في هذه الواحة الخضراء، والسعي لبلورة أهدافها على أرض الواقع كما يفعل النادي في الوقت الحاضر يعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه للحركة الثقافية الواعدة بالأحساء.
وهي حركة تتبلور مساراتها وأهدافها من خلال مختلف الأنشطة التي يمارسها النادي حتى تتحول هذه الحركة المأمولة الى واقع مشهود، والأحساء كما نعلم «ولادة» - إن جاز القول - بالمفكرين والمثقفين والأدباء والشعراء طيلة تاريخها القديم والأوسط، ورعاية تلك الحركة سوف تكون لها آثارها الحميدة في احتضان المفكرين في العصر الحاضر وشحذ هممهم ومساعدتهم على العطاء في عالم الثقافة اللا محدود.
الأحساء كما نعلم «ولادة» - إن جاز القول - بالمفكرين والمثقفين والأدباء والشعراء طيلة تاريخها القديم والأوسط، ورعاية تلك الحركة سوف تكون لها آثارها الحميدة.
[email protected]