قدرة هذا الشاب ذو الـ ٣٢ عاما على التعامل مع كل هذه المسؤوليات ووصوله إلى ما هو عليه الآن «وليا للعهد» ليس غاية في نفسه، بل هدف «تغيير جذري» دون خيارات ثانوية واهمه حول عزمه للارتقاء ببلاده، وكأنه يخبر العالم أنها ليست مجرد مملكة تمتلك آبار نفط وتصدره للدول.
انا لا أكتب هنا سيرة ذاتية لان سموه أشهر من نارٍعلى علم، بما يمتلكه من قدرات متراكمة يتولاها بنفسه في سن صغير، وهذه ايضا خطوة هامة لكونه يمثل جيل الشباب الذين يمثلون 70% أو أكثر دون سن الـ 30، وهذا ما يعني بُعد نظره في تغيير الفكر السائد الذي اكل وشرب عليه الدهر منذ عقود طويلة في المملكة.
اما عند الحديث عن حنكته والتزامه ودبلوماسيته وجديته فكان يقود بنفسه سفينة العلاقات الدولية وإعادة صياغتها بالشكل الواضح والصريح، التي استهل بها مصر، ثم لندن، ثم باريس، وصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكة وهذا ما حصل، رأينا كيفية الاهتمام لاستقباله وكأنه رئيس دولة، ولا شك في ذلك.
فمكانته رفيعة المستوى لم تقتصر ايضا على اللقاءات مع شخصيات مهمة. او تبادل تجاري ومناقشة القضايا وملفات أخرى عديدة، بل جعلته يغير الصورة الذهنية عن الشعب السعودي التي كانوا يرونها من ثقبٍ ضيق، وهو الأمر الذي نجح في تقديمه بشكل رئيسي فالتغييرات التي حصلت في مملكتنا أذهلت العالم بسلاسة تطبيقها، اضافة إلى ما قدمه في مواجهة الفساد وموجات التطرف الديني وتصدى لأعداء البلاد بالمرصاد.
كل ما فعله محمد بن سلمان أساس ستبنى عليه جهود الإصلاح بشكل رئيسي في السعودية.
فهو يحمل هما وطنيا وطموحا لا يضاهى للانتقال بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة.
[email protected]